شهدت العاصمة الإيطالية روما أمس ، مظاهرة حاشدة لم يسبق لها مثيل تأييدا للثورة الشعبية السورية ، و تضامن معها العديد من الجاليات العربية و الآسيوية و الإفريقية ، إلى جانب تضامن طاولة السلام و نقابة شيغل ، و الاشتراكيين الثوريين و اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا و غيرهم . و شارك في المسيرة التي انطلقت من ساحة بيراميدي الهرم و جابت شوارع روما باتجاه السفارة السورية أكثر من 1500 شخص رافعين الأعلام السورية و العربية و شعارات النداء بالحرية و التنديد بنظام بشار الأسد . و هتف المتظاهرون الذين قدموا من مدن الشمال و الجنوب في إيطاليا شعارات و أناشيد ما عرفت ب"بلابل الثورة في الداخل" و رددوا "وين الشعب العربي وين" و "ما في للأبد ، عاشت سوريا و يسقط الأسد" و "يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح و قال محمد نور دشان عضو المجلس الوطني و عضو هيئة التنسيق لدعم الثورة السورية ، الذي نظم المظاهرة " إن ما أنجح المظاهرة هو دماء الشهداء التي أحيت النفوس المريضة و الميتة من السوريين و غير السوريين الذين لم يتحركوا لسنوات عدة". و أضاف "في كل ثورة و حرب ينقسم الناس إلى قسمين ، قسم يريد أن يخدم الثورة و الوطن و قسم يريد أن يبني أمجاده و ينظم جماعته على حساب هذه الدماء ، لكن الثورة الآن تحاول توحيد صفوفها التي تفرقت في البلاد و بين العباد خلال الأربعين عاما الماضية" على حد قوله. و وصف عضو المجلس الوطني الوضع في سوريا بأنه مأساوي لكنه شدد "على أنه لا رجعة و أن الشعب سيواصل معركته حتى النصر". من جهته ، نفى فيصل محمد، المنسق العام لاتحاد تنسيقيات دعم الثورة السورية في إيطاليا ، الأكاذيب التي أشيعت بأن المظاهرة خرجت من أجل طلب التدخل العسكري لتحرير السوريين . و أكد أن الشعب السوري "لا يريد أي تدخل عسكري و أن السوريين أصبحوا أحراراً". و أضاف "هدفنا الرئيسي هو تحقيق الحرية و الكرامة لشعبنا لكن هذا لا يتحقق إلا بتغيير النظام و رجاله" داعيا المعارضة إلى توحيد صفوفها منادياً "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد".و في مداخلة للمنسق الوطني لطاولة السلام ، أعرب فلافيو لوتّي عن أسفه لإهمال الشأن السوري في إيطاليا ، و قال "نحن هنا لنعترض على اللامبالاة حيال العنف و القمع في سوريا" ، و استشهد بالبند 11 من الدستور الإيطالي الذي "ينبذ الحرب كأداة للعدوان ضد حرية الشعوب الأخرى و كوسيلة لتسوية النزاعات الدولية". و قال "هذا ما يجب أن يُطبق على كل الشعوب و في كل مكان و عدم الكيل بالمكيالين". و أعرب منسق طاولة السلام في حديثه مع الجزيرة نت عن أسفه لغياب المواطنين الإيطاليين عن المظاهرة . و اعتبر أن ذلك يعكس ليس فقط الأزمة الاقتصادية و إنما السياسية و الثقافية التي يعيشها الإيطاليون و الانغلاق الخطير و الأرق الداخلي الذي تغلب على كل ما يجري حولهم . الجزائر - النهار أولاين