توفي أمس، شيخ يبلغ من العمر 87سنة، متأثرا بجروح وكسور خطيرة أصيب بها إثر حادثة مأساوية وقعت له على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية عالية صالح بمدينة تبسة، حيث سقط به مصعد المستشفى من ارتفاع تجاوز 15مترا قبل أن يصطدم بالأرض، عندما كان أبناؤه المرفقين بممرضين ينقلانه إلى الطابق الخاص بمصلحة جراحة العظام التي تم تحويله إليها من طرف الفريق الطبي العامل بمصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق نحو المستشفى الجامعي بولاية عنابة. حملت عائلة الضحية ''جابري علي 78سنة''، إدارة المؤسسة العمومية الاستشفائية عالية صالح، مسؤولية وفاة والدها الذي شغل منصب إمام لمدة تزيد عن 05 سنة، حيث يعرفه الجميع من خلال عمله بمسجد أنس بن مالك لمدة طويلة، وقال ابنه الذي رافقه وكان شاهدا لحظة سقوطه ''لقد قمت بنقل والدي إلى المستشفى بعد سقوطه في البيت، إلا أن إهمال إدارة المستشفى التي سمحت بتشغيل مصعد غير صالح، أنهت عمر والدي بطريقة مأساوية، جعلتنا منهارين جراء الصدمة''، وكشف ذات المتحدث الذي يشغل منصب محام لدى المجلس عند زيارة ''النهار''، التي قامت بها فور ورود خبر الوفاة إلى منزلهم العائلي الواقع بحي الوئام، عن أنه تقدم بشكوى رسمية أمام مصالح الأمن يتهم فيها إدارة المستشفى ويحملها مسؤولية وفاة والده، مشيرا إلى أن والده سقط في المنزل العائلي وتطلبت حالته نقله إلى مصلحة الاستعجالات الطبية والجراحية، ونظرا للحالة الصحية لوالده تطلب الأمر إجراء أشعة على مستوى القلب، حتى يتم اتخاذ قرار بشأن إجراء عملية جراحية له على مستوى الورك، ولأن الطبيبة المختصة في أمراض القلب يقع مكتبها في المؤسسة العمومية الاستشفائية عالية صالح، تقرر نقله إلى هناك، إلا أن الطبيبة لم تكن متواجدة، مما حتم عليهم إبقاءه ليوم آخر في ذات المستشفى، وبما أن المصلحة تقع في إحدى الطوابق العلوية والضحية كان على متن ناقلة، طلب الممرضان المرافقان له ضرورة نقله على متن المصعد إلى غاية الطابق، وهو ما حصل فعلا، حيث فتح المصعد وتم إدخال الناقلة التي كان على متنها الشيخ الذي تقاعد مؤخرا من المسجد، لتنفلت الأمور في رمشة عين، حيث صعد المصعد بقوة قبل أن يتوقف وينزلق إلى أسفل بقوة كبيرة قبل أن يرتطم بالأرض، ويتم اكتشاف أن المصعد غير صالح، يقول ابنه الذي كانت دموعه تنهمر. وفي رده على هذه الحادثة، أكد المدير الولائي للصحة والسكان جمال زبيدي في اتصال هاتفي مع ''النهار''، أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا فوريا في القضية بالموازاة مع تحقيق آخر، فتحته مصالح الأمن من أجل تحديد المسؤولية، مشيرا إلى أنه لن يتم التسامح مع أي شخص يثبت تورطه في الحادثة، كما قال بشأن الحديث عن تستر الإدارة عن اسم الممرض الذي شغل المصعد ''لن يتمكن أي شخص من التستر على أي أحد يثبت أنه تسبب في وقوع الحادثة''، مضيفا ''لقد قمنا باطلاق عملية من أجل تزويد المؤسسة الصحية بالمصاعد الجديدة، وكنا قد أعطينا تعليمات بضرورة التوقيف الفوري لأي مصعد غير صالح''.