كانت الجزائر قبلته الأولى، بعدما طرد من قبل عائلته الحاكمة في تونس ومنحه باي الجزائر في ذلك الوقت حق اللجوء السياسي فاستقر بالعاصمة وشيد قصر "الباردو" الذي يعتبر من أجمل القصور في الجزائر. هو الأمير سيد "حاج بن عمار" قدم من تونس لاجئا بعد أن طردته عائلته الحاكمة في تونس وتقول الروايات الواردة في شأن قصته أن سبب الطرد هو النزاع القائم على الحكم بين أفراد عائلته، وهو ما يفسر أصل كلمة "الباردو" التي تعبر عن استمرارية في الطراز الأندلسي المعروف في تونس في القرن ال 18 حيث يتواجد قصر الباردو المؤسس من قبل الحفصيين حيث تعود تسمية "باردو" إلى الكلمة الإسبانية "البارادو" والتي تعني مكان مغطى بالورد... هذا المبنى الذي كان فيلا "فحص" في العهد العثماني في قلب الريف سابقا، والفحص يعني قصر يبنى خارج أسوار المدينة، والجزائر معروفة بقصور الفحص التي يستعملها أصحابها من البايات والطبقة البرجوازية لقضاء فصل الصيف والابتعاد عن مدينة القصبة مركز الدولة التي تحوي على الإدارة المركزية للحكم، حيث شيده الأمير "حاج بن عمار" على مساحة 1650 م2، وتتربع البناية على مساحة 1100 م2 وخصص مساحة 550 م2 لفناء القصر. ويقول المؤرخون إنه من بين القصور التي عاش أفرادها حياة الترف والرفاهية والسعادة، والمعروف عن الأمير "عمار" حبه الشديد لنسائه، وإعطائه الأولية للمرأة واحترامها، حيث خصص الأمير جناحا كاملا يطلق عليه "جناح المفضلات". والزائر للقصر يلمس الذوق الرفيع للأمير وتأثره بالطراز الأندلسي والعثماني على حد السواء، كما وظف تشكيلة جميلة من الأجزاء الباعثة للحياة والصفاء، فنجد النافورة المهيأة في حوض ثماني الأضلاع، والتي ترصع ساحة القصر، والحمام الذي كان يتردد عليه سكان القصر يومي الإثنين والخميس كتقليد نصف أسبوعي للتبرك بهذين اليومين المباركين.