قال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إن رئيس المخابرات الليبي السابق عبد الله السنوسي الذي اعتقل في مطار نواكشوط الشهر الماضي، مريض ويعاني من مشاكل صحية. وأضاف الرئيس الموريتاني في مقابلة مع قناة "تي.في5" الفرنسية أن الوضع الصحي للسنوسي مضطرب منذ دخوله البلاد بجواز سفر مزور الشهر الماضي. وأوضح أن بلاده تخضعه "لفحص طبي إلى حين اتخاذ قرار بشأنه"، لكنه استدرك موضحا أن "حالته مستقرة وغير مقلقة". وتطالب السلطات الليبية ونظيرتها الفرنسية -إضافة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي- بتسليم السنوسي إليها لاتهامه بجرائم متعددة. ولم يذكر ولد عبد العزيز طبيعة المرض الذي يلم بالذراع اليمنى للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي ، ولكن مصادر غير رسمية بنواكشط أبدت لرويترز اعتقادها بأنه يعاني من السرطان. وأكد الرئيس الموريتاني أن حالة السنوسي "محل دراسة، ولدينا أسئلة إليه ولم ننهها بعد، لذا فنحن لم نحدد قرارنا بشأنه حتى الآن". وكانت السلطات الأمنية الموريتانية قد ذكرت الشهر الماضي أنها اعتقلت مدير المخابرات الليبية السابق لدى وصوله مطار نواكشوط قادما من الدارالبيضاء وهو يحمل جواز سفر ماليا مزورا. يشار إلى أن السنوسي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية يوم 27 جوان الماضي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منذ بدء الثورة الليبية منتصف فيفري 2011، وخصوصا في طرابلس وبنغازي ومصراته. وقالت المحكمة الجنائية في مذكرة التوقيف إن هناك أسبابا منطقية للاعتقاد بأنه منذ 15 فيفري2011 حتى العشرين من الشهر نفسه على الأقل وخصوصا في بنغازي، تعرض السكان المدنيون لأعمال غير إنسانية ارتكبتها قوات الأمن بقيادة السنوسي. كما أن فرنسا تطلب تسليمه لأنه أدين غيابيا بالسجن مدى الحياة عام 1999 لتورطه في تفجير طائرة "دي.سي10" التابعة لشركة يوتا عام 1989، مما أسفر ع ن مقتل 170 شخصا بينهم 54 فرنسيا. لكن الليبيين يقولون إن السنوسي -وهو زوج أخت صفية الزوجة الثانية للقذافي وينحدر من قبيلة المقارحة- مسؤول عن مجزرة في سجن أبو سليم بطرابلس في جوان 1996 التي قتل فيها قرابة 1200 معتقل -معظمهم من الإسلاميين- بالرصاص بعد احتجاجهم على ظروفهم السيئة داخل السجن.