أكدت مصادر رسمية في ليبيا الأحد، وفاة ضابط المخابرات السابق عبد الباسط المقراحي، المُدان بقضية تفجير طائرة ركاب أمريكية، فوق بلدة "لوكيربي" عام 1988، والذي أطلقت السلطات الأسكتلندية سراحه قبل نحو ثلاث سنوات، لأسباب صحية. وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الليبية، لCNN الأحد، نبأ وفاة المقراحي، عن عمر يناهز 60 عاماً، كما نقلت وكالة الأنباء الليبية "وال"، عن شقيقة المقراحي تأكيدها وفاة أخيها في منزله ظهر الأحد. وقالت شقيقة المقراحي، في اتصال هاتفي مع الوكالة الرسمية، إن أخاها "فقد الوعي نهائياً منذ أول أمس (الجمعة)، وساءت حالته الصحية أمس، بعد أن دخل في غيبوبة كاملة، ولم يستطع التحدث أو التعرف على أحد"، وأضافت أنه سيُدفن يوم غد الاثنين، بعد صلاة العصر، في العاصمة طرابلس. جاءت وفاة المقراحي بعد نحو خمسة شهور على دعوة الحكومة البريطانية "المجلس الوطني الانتقالي"، الذي يدير شؤون ليبيا بعد الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، للسماح لمحققين بريطانيين بإعادة فتح التحقيق مع المتهم الرئيسي بقضية لوكيربي. وفيما أكدت الحكومة الليبية، في أكثر من مناسبة، أن ملف اتهام المقراحي بقضية لوكيربي قد "أُغلق تماماً"، قالت إنها "مستعدة" للعمل مع الشرطة البريطانية، للتحقيق في "مشتبهين آخرين" بحادثة تفجير طائرة "بان آم" الأمريكية، في العام 1988. وأُدين المقراحي عام 2001، بتفجير الطائرة الأمريكية، بينما كانت في طريقها من لندن إلى نيويورك، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها، البالغ عددهم 259 راكباً، بينهم 189 أمريكياً، بالإضافة إلى 11 آخرين على الأرض، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وفي أوت 2009، قررت السلطات الاسكتلندية الإفراج عن المحكوم الليبي، لدواع إنسانية، بسبب إصابته بسرطان البروستاتا المتقدم، وبعدما قرر أطباء أن أمامه قرابة ثلاثة شهور فقط على قيد الحياة. وعندما عاد إلى بلاده، تم التعامل معه بوصفه بطلاً وطنياً، الأمر الذي أثار ردود فعل سلبية في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ومع سقوط حكم القذافي، عاد المسؤولون في لندن وواشنطن يطالبون بإعادته إلى السجن، إلا أن المجلس الانتقالي أعلن أنه لن يسمح بتسليم المقراحي.