أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الجولة الثانية من المفاوضات بين طهران والسداسية جرت في جو بناء، مؤكدة موافقة طهران على مناقشة المسائل المتعلقة بأعمال تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 بالمائة وأكد بيان صادر عن الخارجية الروسية في اليوم الجمعة ان "السداسية من جانبها أكدت استعدادها للبحث عن سبل تحقيق تسوية سياسية دبلوماسية شاملة للقضية النووية الايرانية من شأنها ان تساهم في استعادة ثقة المجتمع الدولي بالطابع السلمي الكامل للبرنامج النووي الايراني وفق أحكام معاهدة حظر الانتشار والقرارات المعنية الصادرة عن مجلس الامن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية".وتابع البيان: "انطلاقا من التفاهمات التي توصل اليها أطراف الحوار في اجتماع اسطنبول الذي عقد في 14 افريل، قدمت السداسية للطرف الايراني مقترحات ملموسة بشأن الخطوات اللاحقة التي يجب اتخاذها لتسوية الخلاف حول الملف النووي، وضمنا الخيارات والحلول الممكنة المتعلقة بأعمال تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 بالمائة . وطرحت السداسية ايضا مبادرات ملموسة تضم اعطاء حوافز تشجيعية لايران كخطوات متبادلة" مقابل تنازلات من قبل طهران.وأضافت وزارة الخارجية الروسية ان "ايران عبرت عن موافقتها على مواصلة الحوار بشأن تخصيب اليورانيوم الى نسبة 20 بالمائة ، اضافة الى مناقشة غيرها من القضايا التي تثير اهتمام طهران، وضمنا الاعتراف الدولي بحق الايرانيين في اجراء أعمال تخصيب الوقود النووي".وأكد البيان ان الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت في بغداد يومي 23 و24 ماي "جرت في جو بناء، بالرغم من الخلافات المتبقية بشأن التعاطي مع هذه القضية، وأثبت الاجتماع استعداد الطرفين لمواصلة العمل المكثف للتوصل الى حلول ترضي الجميع". وذكرت الوزارة ان السداسية وطهران اتفقتا على عقد الجولة المقبلة للمفاوضات في موسكو يومي 18 و19 جوان بموسكو.هذا وقد عقدت على هامش لقاء بغداد مشاورات ثلاثية بين وفود ايران والصين وروسيا، كما أجرى سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي الذي ترأس وفد موسكو الى المفاوضات، أجرى مباحثات متعددة الأطراف مع كاثرين اشتون المفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي وشركاء آخرين في السداسية، اضافة الى سلسلة لقاءات ثنائية مع الوفد الامريكي والفرنسي والالماني والصيني.هذا وأعربت موسكو عن "امتنانها للحكومة العراقية لاستضافة الاجتماع والتنظيم الجيد للمفاوضات".وبدوره قال المحلل السياسي حسن هاني زادة في اتصال هاتفي مع قناة "روسيا اليوم" أن دوافع عقد جولة محادثات جديدة في موسكو لا تعني بالضرورة استعداد طهران لتقديم تنازلات للغرب. ويرى المحلل أن بشكل عام كانت المحادثات في بغداد إيجايبة، ويأتي إصرار طهران على رفض شرط السداسية بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة نظراً لعدم وجود ضمانات برفع العقوبات عنها.ويرى المحلل أن طلب إيران على أن تكون المحادثات في موسكو ناجم من أن روسيا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تضمن حقوق إيران فيما يتعلق بامتلاك الطاقة النووية السلمية.ومن جانب آخر، أشار المحلل إلى أن تنسيق الولاياتالمتحدة لسياستها تجاه إيران مع إسرائيل يدل على أنها لا تريد حلاً سلمياً للملف الإيراني، وهكذا تدرك إيران أن الولاياتالمتحدة لن تفي بوعودها بشأن رفع العقوبات عنها.