يستأنف السودان وجنوب السودان في اديس ابابا اليوم الثلاثاء، مفاوضات السلام المتوقفة بسبب معارك عنيفة في نهاية مارس وضعتهما على حافة نزاع شامل.ومن المقرر أن تنطلق هذه المفاوضات مساء الثلاثاء بهدف حل الخلافات التي لا تزال عالقة منذ أكثر من عشرة اشهر بعد حصول جنوب السودان على الاستقلال. لكن موعد بدء المفاوضات لم يحدد.وغادر كبير مفاوضي جنوب السودان باغان اموم ظهر أمس الاثنين العاصمة جوبا متوجها إلى اديس ابابا للمشاركة في هذه المفاوضات.ولا يزال التوتر كبيرا بين جوباوالخرطوم، حيث اتهم الجنوب الاثنين الشمال بقصف جوي وإطلاق قذائف مدفعية على أراضيه، وهو ما كذبته الجارة الشمالية.لكن رئيس جنوب السودان سالفا كير شدد على أن "الحوار الودي مع الخرطوم حول القضايا العالقة هو الطريق الوحيد للسلام".وفي بادرة حسن نية قبل استئناف المحادثات، أعرب السودان عن استعداده لمغادرة منطقة أبيي المتنازع عليها في عز التوترات الحالية.وكانت السيطرة الوجيزة لجيش جنوب السودان على هجليج اكبر آبار النفط في السودان، وسلسلة قصف سوداني على أراضي جنوب السودان اجحت التوتر بين السودان وجنوب السودان.ولم يكن البلدان أكثر قربا من نزاع مفتوح جديد منذ حصول الجنوب على استقلاله، مثل اليوم بعد انسحاب السودان من المفاوضات بداية أفريل.وقبل توقيع اتفاقيات السلام سنة 2005، التي مهدت الطريق لتقسيم السودان، عاشت جوباوالخرطوم عقودا من الحرب الأهلية.وقبل الطرفان الأسبوع الماضي استئناف المفاوضات بعد ضغوط دولية مارسها مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي الذي يقوم بدور الوسيط في الأزمة السودانية.وتطالب كل من جوباوالخرطوم بحقها في السيطرة على ابيي وهي منطقة شاسعة تقارب مساحتها لبنان، لكنها يختلفان حول تقسيم موارد النفط التي ورث الجنوب ثلاثة أرباع احيتاطه الإجمالي بعد التقسيم، ويجد مشاكل في تصديره.كما يتبادل الطرفان الاتهامات بدعم جماعات المتمردين على أراضيه، إضافة إلى أن البلدين لم يستطيعا حتى الآن ترسيم الحدود بينهما بشكل نهائي.