سمحت السلطات الأمنية الفرنسية لأبناء الجاليات المسلمة بالصلاة على الأرصفة، خلال صلاة التراويح، وأثناء صلاة الجمعة والأعياد في حال امتلأت المساجد، مع توفير الحماية اللازمة لهم من قبل رجال الشرطة، كما اقترحت على الأئمة تخصيص ملعب مغطى يتم اختباره من قبلهم لأداء صلاة العيد، نظرا للأعداد الكبيرة من الجالية التي تحضر صلاتي العيد والجمعة.وقال الشيخ عفيف رحمون إمام وعضو مجمع الديانات السماوية سابقا بفرنسا في اتصال مع ''النهار''، إن مجمع الديانات السماوية بفرنسا تلقّى الضوء الأخضر من قبل الجهات الرسمية، بالصلاة على الأرصفة في حال لم تعد قاعات المساجد كافية لاحتواء أعداد المصلين، شريطة إخطار السلطات من أجل توفير الحماية والعمل على عدم حدوث أية انزلاقات، من قبل جهات معينة أو أطراف مغرضة.وأضاف الشيخ أن هذا القرار جاء كتعبير عن تغيّر سياسة النظام الفرنسي في عهد ساركوزي، وبروز موقف مغاير تماما متعاطف مع أبناء الجالية المسلمة، حيث راسل أول أمس الرئيس الفرنسي ''فرانسوا هولاند'' مجمع الديانات السماوية وكل الممثلين عن الجانب الروحي لأبناء الجالية، يهنئهم فيها على استقبال شهر رمضان ويتمنى لهم ظروفا جيدة لقضائه بفرنسا.وأشار إلى أن إشكالية الصلاة على الأرصفة لا تطرح عموما في صلاة التراويح لاتساع قاعات الصلاة بالمساجد، ولكن المشكل الحقيقي يكون خلال صلاة الجمعة وصلاة العيدين، حيث يتوجه كل أبناء الجالية دون استثناء لأداء صلاة العيد، ممّا يطرح إشكالا كبيرا، حيث حرم قرار ساركوزي خلال السنوات الماضية العديد من أبناء الجالية من أداء صلاة العيدين والجمعة، إلا أن ''هولاند'' راجع القرار، واقترحت الجهات المعنية على مجمع الديانات اختيار ملعب مغطى لأداء صلاة العيد تحت حراسة مشددة من قبل رجال الشرطة.وأكد الشيخ أن أبناء الجالية في عهد شيراك كانوا يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية، حتى في عز الأزمة سنة 2001، حيث أدّى المسلمون بفرنسا صلاة عيد الأضحى تحت حراسة مشددة من قبل الشرطة الفرنسية في الشوارع وعلى الأرصفة، رغم أن ذلك كان عقب أحداث 11 سبتمبر التي ضربت الولاياتالمتحدة الأمريكية.