قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن النظام يواجه تمردا فى كل مكان، إلا أن قوات المعارضة تحذر من أنه بدون مساعدة غربية، فإنهم سيدفعون ثمنا باهظا لانتصارهم.وترى الصحيفة أن التنبؤ باقتراب نهاية الصراع الدموى فى سوريا يعد اندفاعا، فالمتطوعون من الميليشيات الذين يحاريون للإطاحة بنظام الأسد مسلحون بالكلاشينكوف وبالمسدسات التشيكية الصنع وبسكاكين الصيادين، وتواجههم دولة عسكرية مسلحة بطائرات الهليكوبتر المقاتلة والدبابات والمدفعية الروسية.وحتى الآن فى هذا الصراع المظلم غير المتماثل، فإن هناك إحساسا بأن المعارضة تفوز، ليس بدرجة كبيرة، لكن ببطء وبلا هوادة، فالمد والجزر لا يمكن أن يوقفه البشر، كما تقول الصحيفة، وربما يكون النظام قد نجح فى قمع التمرد فى دمشق حتى الآن، إلا أن البلاد كلها من الناحية العملية فى قبضة ثورة شعبية.ويركز تقرير الصحيفة على مدينة حلب، أكبر المدن السورية التى يدور فيها صراع شديد الآن، ويقول إن المعارضة تفوقت وتحارب فى الشوارع وتواجه عدوا تقريبا غير مرئى يُسقط عليها الموت من السماء، ويقوم الجيش السورى الحر بتسجيل هجماته على الهواتف المحمولة حتى أصبحت حرب سوريا تبث بشكل مباشر على اليوتيوب.وتتابع الصحيفة قائلة إن الجيش السورى الحر يقول إنه سيطر على نحو 80% من البلاد، وربما يحمل هذا قدرا من المبالغة، إلا أن الأجهزة الأمنية فى دمشق، والتى لا تزال تعانى من تفجير مبنى الأمن القومى الأسبوع الماضى والذى قتل فيه أربعة من كبار القادة الأمنيين، تعانى من تراجع الروح المعنوية، حيث تواجه انتفاضة فى كل مكان فى حمص وحلب وحماه ودير الزور وفى كل نقطة على الخريطة.وتشير الجارديان إلى أنه فى ظل الفراغ فى السلطة، نجحت قوات المعارضة فى نحت إمبراطوريتها الريفية، والتى تشكل الكثير من المناطق الريفية خاصة فى شمال سوريا وحدودها مع تركيا.وتلفت الصحيفة إلى أنه بالرغم من النجاح الذى يحققه الجيش السورى الحر، لا تزال هناك بعض المخاوف، وتنقل عن أحد السوريين من المعارضة قوله إن الحرب ربما تستمر لأشهر، فهو يعتقد أن الجيش السورى الحر يكبر ويصبح أكثر قوة، إلا أن الثمن سيكون كبيرا للغاية بدون تدخل الغرب بالمساعدة، على حد قوله.