الهاتف النقال في نجدة المجرمين والمنحرفين بتيزي وزو كانت الساعة تشير إلى الثامنة وخمسين دقيقة ليلا، لما انطلقت عشر مركبات على متنها أربعين عنصرا من مقر الأمن الولائي بتيزي وزو، إذ نظمت المصلحة الولائية للشرطة القضائية خرجة ميدانية مع الصحفيين لمداهمة أوكار الفساد والانحراف، تزامنا مع إحياء العيد الوطني للشرطة. الوجهة الأولى كانت بلدية ذراع بن خدة، الواقعة على بعد 10 كلم غرب عاصمة الولاية، تحديدا إلى إحدى الحانات التي تنشط بطريقة غير شرعية منذ سنوات عدة، الكائنة وسط حي شعبي بالمدخل الشرقي. ولحظة المداهمة، كان هناك حوالي 15 شخصا جلهم رجال من مختلف الأعمار، وبعد إجراءات تفتيش للهوية والمكان تم حجز 34 صندوقا من الجعة ومبلغ 3509 دج، كما تم توقيف صاحب الحانة المدعو "سمير" والنادل المشكوك فيه (أ.كريم) اللذان تم اقتيادهما إلى المقر المركزي في انتظار أن يحالا على العدالة. للإشارة، فإن هذه الحانة قد تم غلقها في فصل الشتاء المنصرم من طرف ذات المصالح، قبل أن يقوم مالكها الأصلي بكرائها. النقطة الثانية كانت محطة القطار بضواحي المدينةالجديدة، التي تعرف انتشارا كبيرا للمنحرفين من شتى الأنواع، تجمعهم بالأخص عند حلول الظلام، المكان كان خال ماعدا توقيف ثلاثة شبان، في حين لم يتم العثور بحوزتهم على المخدرات، ليتم إطلاق سراحهم في اليوم الموالي بعد احتجازهم طيلة الليل. محطة "ثلا علام".. قبلة المنحرفين المحطة الموالية "ثلا غلام" وصادف مرور الموكب نشوب شجار بين مجموعة من الشبان، وما إن لمحوا الأمن حتى لاذوا بالفرار في اتجاهات مختلفة، ما أدى إلى انتعاش الخرجة الميدانية بمطاردة بوليسية، أسفرت عن القبض على البعض منهم (حوالي ثمانية)، وتم توقيف شابين تم اقتيادهما للمركز، فيما نقل أحدهما إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابته بجروح غير بليغة على مستوى الجبين جراء الشجار. وتجدر الاشارة إلى أنه خلال ذات العملية وبعين المكان، اندلعت فوضى أبطالها خمسة منحرفين قاموا بتهديد أعوان الشرطة بتفجير قارورة الغاز على الوفد. كل هذه اللحظات كانت محل فرجة المواطنين الذين أربكهم الحضور المفاجئ لذلك الدعم الأمني، وبعدما كانت الوجهة جولة استطلاعية بأحياء المدينة "مدوحة"، "لولتيسمو" المدينة العليا والجديدة، ونظرا لسكون الأوضاع اضطر المنظمون لإنهاء المهمة وكانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل. وما سجلناه خلال هذه الخرجة الميدانية، هو تحوّل جرجرة إلى أوكار للاجرام والانحراف بكل أشكاله، كما لعب الهاتف النقال دورا فعالا وبارزا في نجدة وإنقاذ المنحرفين الذين تبادلوا أخبار قدوم الشرطة.