أعلن سليمان أبو غيث صهر أسامة بن لادن أمس الجمعة،براءته من تهم إرهاب وجهتها إليه رسميا الجمعة إحدى محاكم نيويورك التي مثل أمامها.وكان أبو غيث ظهر في شريط فيديو بث في الثاني عشر من سبتمبر 2001 أي غداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر في الولاياتالمتحدة إلى جانب أسامة بن لادن.وابو غيث (47 عاما) هو زوج فاطمة إحدى بنات الزعيم الراحل للقاعدة، وقد وجهت رسميا إليه تهمة التآمر "بهدف قتل مواطنين أميركيين" بحسب وزارة العدل الأميركية.وأمر القاضي لويس كابلان بان يبقى أبو غيث "قيد الاحتجاز" في سجن فدرالي حتى موعد الجلسة الثانية لمحاكمته في الثامن من أفريل.ومثل أبو غيث أمام القاضي مقيدا وهو يرتدي قميصا زرقاء خاصة بالسجناء.وفي حال دين بهذه التهم فان أبو غيث يمكن أن يحكم بالسجن المؤبد.وجاء في القرار الاتهامي الذي كشف الخميس أن أبو غيث الذي "كان يعمل لحساب منظمة إرهابية على الأقل بين شهر ماي 2001 و2002 هو شخص متورط في إعداد وتنفيذ جريمة إرهابية فدرالية ضد الولاياتالمتحدة وضد مواطنيها وسكانها وممتلكاتهم".وفي الثاني عشر من سبتمبر 2001 أي غداة الاعتداءات التي أودت بنحو 3 آلاف شخص في الولاياتالمتحدة، تكلم ابو غيث باسم القاعدة وهو يقف إلى جانب أسامة بن لادن والرجل الثاني في التنظيم آنذاك أيمن الظواهري.وفي كلمة موجهة إلى وزير الخارجية الأميركي آنذاك كولن باول حذر من أن "العاصفة لن تتوقف وخصوصا عاصفة الطائرات" محذرا المسلمين والأطفال وخصوم الولاياتالمتحدة "من استقلال الطائرات" وفق ما جاء في القرار الاتهامي الذي وزعته وزارة العدل الأميركية الخميس.ولم تتسرب سوى معلومات ضئيلة عن ملابسات اعتقاله إلا أن احد المحامين الذين عينوا من قبل المحكمة للدفاع عنه أعلن أن "عناصر أمنيين أميركيين" اعتقلوا موكله في الخارج في الثامن والعشرين من فيفري ونقلوه إلى نيويورك في الأول من مارس.ونقلت صحيفة نيويورك تايمز اليوم الجمعة عن مسؤول أميركي قوله أن ابو غيث اعتقل في نهاية فيفري في أنقرة بعدما دخل تركيا آتيا من إيران حيث عاش خلال السنوات العشر الماضية.وأضاف المصدر نفسه أن الأتراك لم يوافقوا على الطلب الأميركي بتسليمهم أبو غيث إلا أنهم سلموه للكويت. ويبدو أن عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية اعتقلوه في الأردن خلال انتقاله إلى الكويت ونقلوه إلى الولاياتالمتحدة.وقال النائب العام أن أبو غيث أدلى "بإفادة طويلة" بعد اعتقاله ويجري العمل الآن على ترجمة عدد كبير من الفيديوهات التي ظهر فيها المتهم.وأعاد اعتقال أبو غيث الجدل حول ما إذا كان المشتبه بمشاركتهم بأعمال إرهابية يجب أن يحاكموا أمام قضاء مدني أم عسكري مثل المقام في غوانتانامو.وقال البيت الأبيض أمس الجمعة،أن فكرة إحالته على محكمة في نيويورك حظيت ب"اجماع" داخل الإدارة.وقالت جمعية هيومن رايتس فوست الجمعة في بيان أن "توجيه الاتهام إلى سليمان ابو غيث يكشف أن المحاكم الفدرالية هي الأفضل لإجراء محاكمات تتعلق بالإرهاب".وتابع البيان أن "الاتهام الذي وجه اليوم ابعد ما يكون عن الإجراءات المطولة للمحاكم العسكرية في غوانتانامو. لقد استغرقت جلسة اليوم 17 دقيقة".وأضاف أن جلسة توجيه الاتهام إلى خالد شيخ احمد، العقل المدبر لاعتداءات الحادي عشر من سبتمبر استغرقت 13 ساعة في غوانتانامو "وان المحامين ضاعوا في التفاصيل من دون أن يحدد أي موعد للمحاكمة".وقالت السناتورة الديموقراطية ديان فينشتاين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن "محاكم فدرالية دانت مئات الإرهابيين الدوليين منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر"، مضيفة أن نقل هذه القضية وعرضها على محكمة عسكرية سيشكل "مجازفة كبيرة".إلا أن نوابا جمهوريين احتجوا الخميس على نقل ابو غيث إلى نيويورك.وقال مايك روجرز الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات في مجلس النواب "علينا أن نتعاطى مع الأعداء المقاتلين على أنهم أعداء والنظام القضائي الأميركي ليس مناسبا" لهذا الغرض، مضيفا "على الرئيس أن يرسل كل عناصر القاعدة المعتقلين إلى غوانتانامو".من جهته هاجم سناتور تكساس جون كارنيان إدارة الرئيس باراك اوباما لأنها لم تعلم الكونغرس باعتقال أبو غيث. وقال في بيان أن "غوانتانامو هي المكان الوحيد الذي يجب أن يحتجز فيه الأعداء المقاتلون الأكثر خطورة".