دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم الثلاثاء، بالدوحة الى ضرورة إجراء "معالجة شاملة" لميثاق الجامعة العربية الذي تمت صياغته مع نهاية الحرب العالمية الثانية في "ظروف دولية وإقليمية لم تعد قائمة". وأكد العربي أثناء تدخله في الجلسة الصباحية لأشغال القمة العربية أنه "بات من الحكمة أن يكون للعالم العربي إطار ذو مصداقية يتولى حماية مواطنيه بدلا من ترك الباب مفتوحا للتدخل الأجنبي باسم وقف انتهاكات حقوق الإنسان" مشيرا الى الحاجة الملحة لإنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان تمثل "نقلة حضارية في الجهد العربي المشترك " في هذا المجال. وأضاف أن الحكومات العربية وشعوبها "قادرة على النهوض بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها رغم جسامة التحديات وضبابية المشهد في هذه المرحلة الإنتقالية الصعبة التي تمر بها العديد من الدول العربية". كما استعرض العربي المحور المتعلق بتطوير الجامعة العربية معتبرا أنها "اضطرت, تحت ضغط الظروف, إلى التعامل مع تحديات لم تكن متأهبة لها" مما يدفعها اليوم إلى "الإستفادة من هذا الدرس وإعداد نفسها حتى تكون جاهزة للتعامل مع التحديات المستجدة". وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية, شدد الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة مضاعفة العمل الدبلوماسي على الساحة الدولية مشيرا الى أنه "لم يعد مقبولا الإنخراط في مسار مفاوضات عقيمة أو القبول بمبادرات تفاوضية تتعامل مع قضايا جزئية لتضييع الوقت وتكريس الإستيطان". وفي هذا الصدد قال العربي أنه "بات من الضروري تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية واستعادة وحدة القرار بحيث يقع على الجامعة العربية رعاية هذا الهدف" مؤيدا الإقتراح الذي كانت قد تقدمت به قطر لعقد قمة مصغرة للإشراف على تجسيد المصالحة على أرض الواقع وكذا مبادرته بإنشاء صندوق خاص لدعم صمود القدس ودفع الإقتصاد الفلسطيني. أما بخصوص الأزمة السورية فقد اعتبر العربي أن التسوية السياسية هي "الخيار الذي يجب التمسك به" مبرزا أن "أية خطوات باتجاه الحل السياسي لا بد أن تحظى بالأولوية" في الجهود التي يجري بذلها. للإشارة تم رقع الجلسة الصباحية على أن تستأنف الأشغال على الساعة السادسة مساء بتوقيت الدوحة.