بداية المعاناة -حسبما أفادنا به شقيق أحد الحراڤة- كانت في ليلة الثالث من رمضان السنة ما قبل الماضية المصادف ل 23 سبتمبر 2006 وهي الليلة التي بدأت فيها أطوار هذه الرحلة المشؤومة، حين استقل الحراڤة ال 23 قاربين من نوع ڤليسيار وانطلقوا في مغامرة مجهولة المصير على الساعة الواحدة صباحا بعد تناولهم لوجبة السحور انطلاقا من شاطئ كريشتل بوهران بمعدل 11 شخصا في كل قارب، أغلبهم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 سنة، سبعة منهم ينحدرون من مدينة ڤديل. في حين ينحدر البقية من قرية المحقن بأرزيو، بلدية حاسي مفسوخ وحي سيدي الهواري بمدينة وهران. وتضاربت الأنباء بعد أسبوع من إبحارهم بين تواجدهم بسجون المملكة المغربية بعد وقوعهم في أيدي قوات حراس السواحل المغربية وبين وقوعهم في أيدي قوات الحرس المدني والإغاثة الإسبانية بعد وصولهم ميناء ألميريا الإسباني على متن قاربين، محاولين التسلل قبل أن تحبط محاولتهم على بعد 20 ميلا جنوب شرق ساحل كابو دي جاتا الواقع بذات المدينة. وتشير ذات الأخبار أنه تم نقلهم إلى ميناء جاروتشا بألميريا لتلقي المساعدات الإنسانية من جانب متطوعي الصليب الأحمر، وكان مقررا في أعقاب ذلك أن يتم تسليمهم إلى قوات أمن الدولة لاتخاذ إجراءات ترحيلهم إلى مواطنهم الأصلية، لكن لا شيء من ذلك حدث إلى غاية كتابة هذه الأسطر. ي. مقداد