* ظاهرة انتشار باعة الفحم والحدادين المختصين في صقل السكاكين ليست جديدة على الشارع الجزائري، وبالأخص العاصمي، حيث لا يخفى أنها أصبحت مهنة موسمية يلجأ إليها أصحاب هذه الحرفة من أجل الاسترزاق.. "النهار" حاولت التقرب أكثر من ممارسي هذه الحرفة، فكانت أول قبلة لنا من أشهر أسواق العاصمة وتحديدا ببلدية باش جراح، حيث صادفتنا أثناء جولتنا هناك حادثة مروّعة، إذ تحول السوق إلى مسرح لجريمة في وضح النهار، أين تجرّأ أحد مالكي عربة للحدادة وصقل السكاكين على زبونه، لا لشيء إلا أن هذا الزبون قال إنه قد دفع حق صقل سكينه، في حين أنكر هذا البائع، وسرعان ما احتدمت الملاسنات الكلامية بينهما، ليقوم بضربه بالسكين على مستوى فخذه مخلفا له إصابة بليغة، ما بث حالة من الرعب في أوساط المواطنين، الأمر الذي استدعى تدخل رجال الأمن الذين تمكنوا من احتواء الوضع.تركنا هذه الأجواء المشحونة على إثر هذه الحادثة، وفضلنا الانسحاب من هذه المنطقة لنتّجه إلى بلدية الأبيار لنلتقي هناك ب"عمي شعبان"، وهو صاحب عربة يعمل في الحدادة منذ 30 سنة، بعدما "ورث" الحرفة عن والده وهو الآن لا يريد التخلي عنها بالرغم من أنها لا توفر له ولعائلته لقمة العيش الكريم.يقول عمي شعبان إن الأيام التي تسبق عيد الأضحى تعدّ مربحة له، حيث يتوافد عليه الزبائن بمختلف أصنافهم، مضيفا "أنا أتخذ من الطريق محلا لعملي الظرفي باعتبار أنها صفقة مربحة بالنسبة لي بعد عام من الركود".أمكنة أخرى استحدثها العاصميون لبيع السكاكين وعرض خدمات صقلها، عدا الأسواق وأزقة الأحياء والشوارع. هذه المرة كانت محطة "النهار" بالطرقات السريعة، وتحديدا غرب العاصمة على مستوى الطريق السريع المؤدي إلى زرالدة، الذي أضحى خلال الأيام القليلة الماضية مكتضا بالباعة الذين يتراصون ويتهافتون لعرض خدماتهم على المارة عبر من فحم، شوايات، سكاكين وخبز تقليدي.. أين رأينا أن معظم هؤلاء الباعة هم من الأطفال المتمدرسين. تقربنا من نبيل، وهو طفل في العام العاشر من عمره، وجدناه يبيع الفحم، تحدث نبيل إلينا فقال إنه يدرس في الطور الابتدائي، وترك مدرسته من أجل ضمان قوت عائلته الفقيرة خاصة في هذه المناسبة التي تعتبر بالنسبة لأترابه فرصة لا يجب أن تفوت حتى وإن لم يزاول دراسته.ومن جهته، أكد مروان، البالغ من العمر 17 سنة، أن مواسم الأعياد هي من أفضل المواسم التي تدر عليهم لأموال، خلافا للأيام الأخرى من السنة * * كتيبة. ي