لا تزال الكثير من العائلات الجزائرية تتمسّك ببعض العادات الغريبة المتعلقة بأضحية العيد، منها الامتناع عن أكل الكثير من أعضاء الكبش كالكلية، اللسان، القلب وغيرها. وتعتبر هذه العادات التي ترتبط بها بعض العائلات ارتباطا شديدا بالخرافات والأعراف لدى علماء الاجتماع، علماء النفس وعلماء الدين، باعتبارها لا تمت بأي صلة بالواقع أو تعاليم الدين الحنيف * اللسان من الممنوعات لأنه رمز للكذب والنّفاق * ''النهار'' تقربت من بعض العائلات التي لا تزال تتمسك بهذه العادات، حيث أكد يوسف أنه بقرية آث يعلى بولاية البويرة، لا زالوا يتمسكون بعادة عدم أكل لسان أضحية العيد باعتباره محرما، طبقا لما توارثوه عن الأجداد، و يعتبون المخالف لهذه العادة خارجا عن قانون العرف، معتبرين أكل اللسان رمزا للكذب والنّفاق، لما سمع في القدم عن شيخ بإحدى القرى كان كثير الكذب والنّفاق واشتهر أيضا بإشعال الفتن بين العروش آنذاك، وكان لسانه سببا في وفاته بانتقام أهل القرية منه، ومنذ ذلك الحين اعتبر اللّسان رمزا للكذب. وقد تتعدد الأعراف المتعلقة بلسان الأضحية، خصوصا كما هو الحال بالنسبة للعائلات التي لها طفل صغير تأخر في الكلام، يقومون بجمع 7 قطع من لسان كبش العيد من عند الجيران وطهيها لإطعام الطفل بها، وكأن ذلك يساهم في التعجيل بنطق الطفل. وغير بعيد عن تلك العادات المتعلّقة بالأطفال، فإن كثير من العائلات تمنع الأطفال من أكل كليتي أضحية العيد، معتقدين أن أكلها قد يؤدي بالطفل إلى الخوف عند كبره، وحتى وإن أكلت فلها عاداتها في الأكل، حيث يوضع الطفل في وضعية يأكل الكلية تحت رجل خاله أو عمه. بالإضافة إلى هذه العادات لا تزال عادة عدم أكل الصبيان لقلب كبش العيد ظنا منهم أنهم قد يصابون بمرض القلب في سن مبكرة. * ''البوزلوف'' يسبّب التعاسة ورقبة الأضحية رمز للرجولة والفحولة * كثيرة هي العائلات التي لا تزال تشدّد في تمسكها بخرافات ويطبقونها على العرسان، خاصة منها رقبة الكبش تخصّص للعريس الجديد ليكون أكثر حرصا على رجولته تجاه زوجته، باعتبارها -حسب الكثيرين- رمزا للرجولة والفحولة، وكذا اللسان الذي ارتبطت به الكثير من الحكم فيمنع على الفتاة. فبالعاصمة مثلا، تمنع الفتاة العزباء من أكل اللسان وذلك لتتحكم الفتاة في لسانها بعد الزواج وعدم الإكثار في الكلام مع زوجها وأهله ما قد يسبب لها عدة مشاكل، وكثيرة هي القصص المرتبطة بلسان الكبش، فهناك عائلات تمنع العروس الجديدة من أكل اللسان بحجة أنها قد تلد أطفالا بكما أو منافقين أو يحترفون في المستقبل الكذب. * ومن الخرافات أيضا إقدام الفتاة العزباء أو العروس الجديدة من أكل ''زعكة'' الكبش، كيلا تقوم بطرد زوجها من بيته بعد الزّواج. وغير بعيد عن ذلك فتعتبر عادة شواء ''البوزلوف'' في عيد الأضحى من المكروهات لدى الكثير من العائلات الجزائرية باعتباره رمزا للتعاسة الزوجية، وأن المقدمة من العازبات على شواء رأس الكبش، فحياتها تكون مليئة بالمشاكل العويصة التي يصعب التحكم فيها وتؤدي حتما إلى الطلاق، كما هو حال عضو ''الطحال'' من أضحية العيد الذي تمنع المرأة الحامل منعا باتا من أكله، باعتباره يتسبّب في فقدان الجنين في مراحله الأولى ولذا تتجنّب المرأة المتزوجة أكل الطحال للمحافظة على الجنين. *