نشب، في ساعات متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة، حريق مهول أتى على جزء كبير من سوق بطو عبد الله المعروف محليا باسم «فيروندو» بقلب مدينة قسنطينة.عاشت العائلات التي تقطن بجوار السوق حالة من الذعر والرعب، واضطر العديد من سكان البنايات المجاورة إلى الخروج للشارع، خوفا من وصول ألسنة اللهب إلى منازلهم، على اعتبارا أن السوق لا يبعد سوى بأمتار عن بنايات تعاني هي الأخرى من تصدعات كبيرة. وكانت فرق الحماية المدنية قد تنقلت بكثافة إلى عين المكان واستمرت عمليات الإطفاء إلى الصباح، نظرا لصعوبة بنية السوق، في حين أكدت مصالح الحماية المدنية أن الحريق أتى على 7 من أصل 73 محلا تجاريا داخل السوق بالإضافة إلى 3 محلات من أصل 39 تقع في الجهة الخارجية. وقد أكد بعض التجار الذين جاؤوا للوقوف على الأضرار التي لحقت بمحلاتهم ل«النهار» أن مثل هذه الحوادث كانت متوقعة بالنظر للوضعية المزرية التي آل إليها السوق الذي لم يتم ترميمه منذ قرابة 50 سنة، ملحّين على المصالح المعنية بضرورة الإسراع في تدارك الوضع أو السماح لهم بإصلاح الخسائر بمفردهم لكسب الوقت، على اعتبار أن مئات العائلات تقتات من عائدات تلك المحلات. من جهته، أكد رئيس المندوبية البلدية سيدي راشد ل«النهار» أن أعوان البلدية قد باشروا عملية إزالة الردوم وتحديد الأضرار بالتنسيق مع فرق الحماية المدنية ومؤسسة تسيير الكهرباء والغاز للشرق، في الوقت الذي عقد اجتماع مصغر داخل السوق بمعية رئيس دائرة قسنطينة ومصالح البلدية لبحث تداعيات الحادثة والنظر في كيفية احتوائها، مؤكدا أن إجماعا آخر سيكون بين التجار ومدير ممتلكات الدولة حول سبل التكفل بالمتضررين، مشيرا إلى أن أشغال الترميم ستوكل لشركة عمومية وستنطلق في أقرب الآجال. جدير بالذكر، أن مصالح الحماية المدنية قد باشرت تحقيقاتها لكشف أساب وملابسات الحادثة، في حين تشير مصادر مطلعة إلى أن الحريق نجم عن شرارة كهربائية من داخل محل لبيع المواد الغذائية.