وقد علمت ''النهار'' أن أجهزة رصد تقنية تمكنت من تحديد ثلاث شحنات متفجرة مستقلة داخل سيارة خفيفة من نوع ''ماروتي'' سوداء اللون، يعتقد أن مُقلوها كانوا في طريقهم لتنفيذ اعتداءات إرهابية دامية بمناسبة يوم عاشوراء. ويرجح أن تكون السيارة قد جاءت من مرتفعات سيد علي بوناب -حسب المعلومات المستقاة لدى مصالح الأمن-وكشفت المعلومات الأولية ل ''النهار'' أن الأمر يتعلق بإرهابيين وسائقهما، وكلهم كانوا يحملون أحزمة متفجرة، حيث تم رصدهم بواسطة أجهزة إلكترونية متطورة خاصة برصد المواد المتفجرة، وضعت على أطراف بعض الطرق الضيقة بمنطقة القبائل، على اعتبار أن ولايتي تيزي وزو وبومرداس يكثر بها نشاط التنظيم المسلح ويتم فيها تحويل العبوات المتفجرة والسيارات الانتحارية نحو أهدافها. وإلى ساعة متأخرة من مساء أمس، كانت قوات الأمن على قدم وساق لمحاولة التعرف على هوية الانتحاريين الثلاثة، الذين أوفدتهم قيادة التنظيم المسلح لتحويل يوم عاشوراء إلى يوم دام.وتعتبر هذه العملية الثانية من نوعها بعد فترة وجيزة من نجاح أجهزة الأمن في رصد تحركات المسلحين في منطقة القبائل من خلال أجهزة إلكترونية، بسبب حملهم لمواد متفجرة. حيث تمكنت مصالح الأمن من اقتناء وسيلة تقنية هامة، توضع ولأول مرة تحت تصرف أجهزة الأمن الجزائري والتي يجري نشرها تدريجيا وفق خارطة تحركات الجماعات المسلحة، وحسب تصاعد اعتداءاتهم في الولايات التي تمثل مركز نشاطهم المفضل بوسط البلاد.وقد سجلت مصالح الأمن في الفترة الأخيرة سلسلة من التحركات المستمرة للناشطين المسلحين من تنظيم ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي'' لمحاولة تنفيذ عمليات إرهابية بواسطة الأحزمة الناسفة، والتي تحولت إلى الوسيلة المفضلة عندهم لتنفيذ الاعتداءات الإرهابية بعد تزايد الضغط ونجاح قوات الأمن في فرض طوق أمني واسع حول العاصمة، يحول دون وصول سيارات انتحارية.