تكشف مقاطع فيديو مصور، تبين جوانب من مسيرات أمس الأول بعيد صلاة الجمعة، بعدد من أحياء العاصمة، كيف أن القيادي السابق في الحزب المحظور، علي بلحاج، حاول الإستثمار في الوضع العام السائد في * البلاد، خصوصا الاحتقان الشعبي المتفشي في أوساط الشارع إزاء تخاذل الأنظمة العربية في دعم القضية الفلسطينية والهبة الكبيرة لنصرة الفلسطينيين في غزة، لبعث مشاهد الفتنة والفوضى التي كانت سائدة إبان سنوات بداية التسعينات. * توضح مقاطع فيديو، تحصلت ''النهار'' على نسخ منها، محاولات علي بلحاج التحريض على التظاهر في شوارع العاصمة، بالرغم من الحظر المضروب على المظاهرات والمسيرات في العاصمة، ودعوته لمقاطعة صندوق الزكاة واتهامه السلطات العمومية بنفس التهم التي كان أنصار ''الفيس'' المحل يرددونها إبان سنوات التسعينات. في بداية أحد مقاطع الفيديو، يظهر علي بلحاج وهو يلقي خطابا في بهو مسجد الفتح بالقبة بعد صلاة الجمعة، وسط حشد من المصلين وتبين لقطات الفيديو الرجل الثاني السابق في الحزب المحظور وهو يدعو المصلين للسير باتجاه مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة، تعبيرا عن التضامن والدعم المطلق للفلسطينيين في قطاع غزة إلى جانب إبداء التذمر من التواطؤ الأمريكي مع إسرائيل فيما يحصل بغزة. وفي هذا الإطار، قال بلحاج وهو ينتهج نفس الأسلوب في فن الخطابة والتحريض الذي عرف به خلال التسعينات، أن من الواجب القيام بمسيرات شعبية للتعبير عن الموقف الشعبي الجزائري اتجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبل أن يكشف عن رغبته في قيادة تلك المسيرة نحو مقر السفارة الأمريكية. وفي حديث آخر، يظهر علي بلحاج وهو يحث المصلين على مقاطعة صندوق الزكاة، ردا على حملة وزارة الشؤون الدينية والسلطات العمومية لجمع أموال الزكاة وتخصيص جزء كبير منها لنصرة الفلسطينيين في غزة. وقال بلحاج إنه لا يجوز إخراج أموال الزكاة وتسليمها ل''نظام يحكم بغير شرع الله''، وهو المصطلح الذي كان شائعا خلال سنوات صعود الفيس و''غياب الدولة''. ورغم حرص بن حاج، من خلال ما اتضح في مقاطع الفيديو، على القول بأنه لا يدعو للصدام بين المتظاهرين ومصالح الأمن، وزعمه بأن نصرة غزة والفلسطينيين فيها هو المراد من الدعوة للتظاهر والسير في شوارع العاصمة، إلا أنه كان خلال حديثه، كثير التركيز على الشأن الداخلي في الجزائر، وشديد الحرص على اتهام السلطات العمومية في مواضيع شتى، لا علاقة لها البتة بقضية نصرة غزة وشجب العدوان الصهيوني عليها، قبل أن يدعو في ختام ''خطبته'' إلى السير قُدما إلى خارج المسجد، للشروع في المسيرة نحو مقر السفارة الأمريكية. * بعد ذلك تبين مقاطع أخرى مصورة من مسيرة بلحاج رفقة عدد من رفاقه وبعض الشباب من المراهقين، كيف كان المتظاهرون يسيرون في طريق عام ويرددون هتافات وعبارات ''سنوات الفيس''، مثل ''عليها نحيا وعليها نموت''.. و''لا ميثاق لا دستور..''، قبل أن يصل المتظاهرون فيما بعد إلى حاجز مكون من عناصر مكافحة الشغب الذين كانوا يقفون في طريق المتظاهرين لمنعهم من مواصلة السيروالتجمهر، دون أن يستعمل عناصر الأمن العنف لتفريق المتظاهرين.بعد ذلك، شرع بلحاج مجددا في ترديد خطاباته النارية.