علقت أمس عدة مناشير في بعض مساجد العاصمة تدعوا إلى الخروج في مسيرات تضامنية مع سكان قطاع غزة على غرار ما حدث الجمعة الماضي، غير أن المشهد الذي ميز العاصمة بعد صلاة الجمعة ميزه فقط حضور مصالح الأمن التي عززت من تواجدها بمختلف الأحياء والساحات الرئيسية تحسبا لأي طارئ، في وقت كانت حركة المصلين جد عادية عند خروجهم من آداء الصلاة. للمرة الثالثة على التوالي خصصت خطب صلاة الجمعة في معظم المساجد للحديث على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومختلف المجازر التي يرتكبها العدوان الصهيوني في حق السكان المدنيين العزل بأرض المقدس، وعكس الأسبوعين الماضيين لم يقم سكان العاصمة بالخروج في مظاهرات تنديدية اعتادوا على تنظيمها مباشرة بعد خروجهم من المساجد، وكانت الأجواء جد عادية باستثناء التواجد المكثف لأفراد الأمن الذي ميز العديد من الأحياء والساحات. وفي هذا الشأن، انتشرت قوات مكافحة الشغب في كل من ساحات الشهداء وأول ماي و بور سعيد وحي بلوزداد وكل الطرق المؤدية إلى أعالي العاصمة، ورغم بعض الدعوات التي طالبت بالخروج في مسيرات غير أن معظم المصلين انصرفوا دون إحداث أي فوضى على غرار ما حدث الجمعة الماضية، وعلقت العديد من المناشير في بعض المساجد تدعوا إلى الخروج في مظاهرات تضامنية مع سكان غزة على غرار ما حدث في مسجد عبد الحميد بن باديس لكنها لم تلق استجابة، ويبدو أن نتائج المسيرات التضامنية التي نظمت الجمعة الماضية وخلفت العديد من الجرحى جعلت البعض يتخلى عن الفكرة، خاصة وأن تلك المسيرات خرجت عن إطارها وهدفها، ففي الوقت الذي اغتنمها البعض لإحياء سنوات "الفيس" رأى فيها البعض الآخر فرصة للتخريب والنهب والسرقة وهو الأمر الذي كان أمس حديث المواطنين والمصلين الذين تجنبوا تكرار ماحدث.