أنا في الرابعة والعشرين من عمري ولدي وظيفتي، الكل يشهد بنشاطي في عملي وحسن أخلاقي ولكنني أشعر دائما بعدم الثقة في نفسي، وأظن أن عدم الثقة هو الذي وصل بي إلي عدم الحب. تقدم لخطبتي زميل لي في العمل شعرت نحوه بانجذاب كبير، وافقت عليه رغم اعتراض أهلي، واستمرت الخطبة سنة إلي أن حدثت بعض المشاكل بيني وبينه، فهو سريع الغضب وأنا أيضاً، فقام بفسخ الخطبة، ورغم أنه عاد مرة أخرى إلا أنني رفضته لشعوري بأنني لن أكون سعيدة، ولكن بعد أيام معدودة لا تتجاوز شهر، تقدم زميل آخر لي في العمل، فكرت في الرفض، ولكن خوفي من أن يتقدم العمر بي ولا أجد عريسا، جعلني استخير الله في هذا الموضوع، وتحول شعوري بنسبة 99.9% للحب له ورغبة في أن يجمعنا بيت واحد، وذلك في فترة لا تتجاوز الشهر، ولكن بعد إتمام الخطبة شعرت بأن مشاعري ليست حبا له، وأنني مازلت أحب الآخر، واستمر مسلسل الحب الزائف الذي اندمجت معه، وأوصلت خطيبي إلي قمة السعادة وأعطيته من حقوق لا تحق له ولا لغيره، اعتقد عن طريقها أنني أحبه. أعرف مشكلتي، أظنها التردد أو المقارنة بين ماض انتهى وحاضر أوشك أن ينتهي، فلن أستطيع أن أتمادى باقي عمري بهذه الطريقة. سيدتي أرجو منك أن توقظيني من الحلم أو الكابوس الذي أعيش فيه. الرد: مشكلتك أنك لا تعرفين بالتحديد ماذا تريدين، أو أنك تتوهمين أن فترة الخطوبة هي حلم دائم وصورة رومانسية لا تنتهي مع أن الحقيقة غير ذلك. من حقك أن تحبي وتختاري وتحلمي بالزواج والسعادة، لكن لكي يتم ذلك لابد أن تكون هناك مساحة من التفكير الهادئ وعدم التسرع في اتخاذ القرارات، فالتسرع يولد الكثير من المشكلات الكبيرة، ولن يوقظك من الكابوس إلا نفسك، فأنت ينقصك الوضوح والصراحة مع نفسك. أنت لست مضطرة للحياة في ما ترينه كابوساً، لأنك لو لم تكوني مقتنعة بخطيبك الحالي فلماذا الاستمرار؟ الخوف من العنوسة ليس مبرراً للمضي في زيجة أنت ترينها فاشلة، أرجو أن تتوقفي عن المقارنة غير العادلة بين خطيبك الأول وخطيبك الثاني واسألي نفسك ماذا تريدين؟ ولا تحلمي بالحياة المثالية، فالجنة لا وجود لها على الأرض وإنما ستظل هناك منغصات والعاقل من تأقلم وتكيف ورضي بما قسم الله. ردت: أم الخير