وثائق تكشف شراء شركة خاصة ما قيمته 9 ملايير من الأجبان الفاسدة وإتلافها القضية أمام العدالة ومصالح المراقبة ومكافحة الغش حررت محاضر بشأن القضية سوّقت ملبنة ومجبنة بودواو ببومرداس منتجات مختلفة من الأجبان منتهية الصلاحية، بعدما تم مسح التاريخ القديم من على المنتجات وإعادة طباعة تاريخ جديد يتماشى والفترة التي تم تسويقها فيها. ووقفت «النهار» على حالة أحد الممونين ضحية هذا الاحتيال الذي اقتنى من المجبنة ما قيمته 9 ملايير سنتيم من الأجبان بكل أنواعها، وهو الأمر الذي يوثقه عقد وفواتير بين الطرفين بتاريخ شراء البضاعة، فضلا عن التاريخ القديم الذي يظهر للعيان في كثير من علب الجبن بأنها ممسوحة وتم إعادة طباعتها، حيث يتعلق الأمر بصاحب شركة «السهم الأخضر». وتقدر الكمية التي اقتناها المعني من المجبنة ب300 ألف علبة معدنية لجبن طري معقم تم محو تاريخ الصلاحية القديم وطباعة آخر جديد لتسويقها على أساس أنها صالحة للاستهلاك، و200 ألف علبة جبن مذوب ذات 16 حبة فسدت قبل نهاية تاريخ صلاحيتها، إضافة إلى 5 آلاف وحدة لجبن مذوب من 900غ و450 غرام، وكمية كبيرة من «الجبن الأحمر»، وجبن «الكومونبير» التي أصبحت غير صالحة للاستهلاك قبل نهاية تاريخ صلاحيتها. وأكد صاحب الشركة أنه اكتشف بأن كميات كبيرة من هذه الأجبان اقتناها وهي منتهية الصلاحية، غير أنه تم تزويدها بتواريخ أخرى مزورة، وأما باقي الكمية فقد تم اقتناؤها بتواريخ صالحة للاستهلاك غير أنها فسدت ولم تعد صالحة للاستهلاك قبل نهاية التاريخ المدون عليها رغم التقيّد بشروط الحفظ. وتنقلت «النهار» إلى غرف التبريد التي كان يحفظ بها صاحب شركة «السهم الأخضر» البضاعة، أين وقفت على حقيقة الكارثة أو الفضيحة، خاصة أن مسح التواريخ وإعادة طباعة أخرى جديدة كان يظهر للعيان في كثير من علب الجبن. من جهتها، قامت مصالح المراقبة وقمع الغش لولاية بومرداس بمعاينة كمية الأجبان الفاسدة وتحرير محاضر بشأنها وإتلافها مباشرة، في حين قام صاحب الشركة بتقديم شكوى أمام وكيل الجمهورية ضد ملبنة ومجبنة بودواو، بعد رفضها تعويضه عن خسائره التي فاقت 9 ملايير، وراحت تطالبه بتسديد ما تبقى له من دين على كمية الأجبان الفاسدة التي اشتراها على أساس أنه سدد 50 من المائة من قيمة البضاعة كشطر أول. وكان عمال ملبنة بودواو قد شلوا، شهر ماي الفارط، حركة العمل داخل المصنع احتجاجا على عدة نقاط من بينها ضرورة التعجيل في التدخل فيما وصفوه بالأمر الخطير الذي يحصل في الملبنة، من خلال تغيير تاريخ صلاحية الجبن المعلّب، حيث أكد العمال أن نحو مليون و200 ألف علبة جبن تم تغيير تاريخ صلاحيتها بعد تجاوز مدة صلاحيتها داخل المجبنة. مدير ملبنة ومجبنة بودواو حاج علي ل"النهار" : القضية أمام العدالة وستكشف عن مسؤولية كل طرف قال مدير ملبنة ومجبنة بودواو، حاج علي، إن قضية الأجبان الفاسدة أمام العدالة التي ستأخذ مجراها، مشيرا إلى أن كل تجاوز سيتحمل صاحبه المسؤولية، مفندا أن تكون المؤسسة سوقت منتجات منتهية الصلاحية في عهده معتبرا ذلك من المستحيل. وأضاف حاج علي في اتصال مع «النهار»، أول أمس، أن الملف أمام العدالة وأن أي تجاوز من هذا النوع غير مقبول، مؤكدا بأنه لن يسمح بذلك لأن الأمر يتعلق بأرواح الناس وأن من انتهت صلاحية بضاعته ما عليه سوى إتلافها بمحاضر من قبل الجهات المعنية، وأما بخصوص القضية التي تناولتها «النهار»، فقال ذات المتحدث إنها أمام العدالة التي ستفصل في الملف.