اهتزت مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي لوهران على وقع فضيحة طبية من العيار الثقيل، كان بطلها رئيس المصلحة وراحت ضحيتها مريضة من ولاية تيارت، جرى استئصال أحد ثدييها عن طريق الخطأ، بعدما كان مقررا أن يتم استئصال الآخر لإصابته بالسرطان. فضائح الأخطاء الطبية بالمستشفى الجامعي لوهران، وبالخصوص بمصلحة طب النساء والتوليد، توالت دون الوصول إلى حل نهائي، يوقف هذه المهازل ويحمي المرضى من أخطاء يرتكبها أطباء، هم في الأصل أصحاب رسالة، ويُطلق عليهم ملائكة الرحمة، غير أن أخطاءهم ولامبالاتهم حوّلتهم إلى "شياطين الرعب". وإن كانت بعض القضايا لا يتم فيها معرفة سبب الضرر أو السبب المؤدي إلى الوفاة، نتيجة اعتقاد أهل المريض أن الأسباب بعيدة عن أي إهمال أو خطأ طبي، فإن منهم من يرفع دعاوى قضائية ضد المتسببين فيها، بعد تأكدهم من مسؤولية الطاقم الطبي العامل بمختلف المصالح. في إحدى هذه الحالات، قامت إدارة مصلحة طب النساء والتوليد بفتح تحقيق داخلي في وفاة سيدة حامل، لا يتجاوز سنها 21 سنة الأسبوع الفارط، والتي دخلت في غيبوبة بعد إجرائها عملية قيصرية، أين تم تزويدها بكيسين من الدم، بعد فقدانها كميات معتبرة، إلا أن الدم المضاف ضاعف من حالتها، كونه لم يكن مطابقا لفصيلتها، وهو ما أدخلها في حالة غيبوبة وتعرضها لآثار جانبية نتيجة هذا الحقن، قبل أن تفقد حياتها في آخر لحظة. وهو الأمر ما لم تستسغه عائلة الضحية، التي اصطدمت بخبر وفاتها، وقد حققت المصلحة في أسباب الوفاة واستدعت كل من شارك في العملية القيصرية، ليتبين في الأخير أن طبيبتين مقيمتين بالمصلحة، هما من قامتا بعملية تقديم الدم لها. ولم يتبين بعد إن قامتا فعلا بالإجراءات اللازمة للتأكد من فصيلة الدم وتاريخ صلاحيته، وكذا بإجراء تجريبي لمطابقة دم المريضة مع دم الأكياس المراد تقديمه. لكن معلومات تسربت لعائلة الضحية، كشفت عن أسباب الوفاة، ما جعلهم يطلبون القصاص من الطبيبتين قبل رفع القضية إلى العدالة.