كشفت اعترافات قدمها موقوفون متورطون في خلايا الدعم اللوجستي لما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي أن هدفهم الرئيسي هو البحث عن الثراء السريع شأنها في ذلك كالمتاجرة بالمخدرات. وقال ''ع.غ'' أحد المتورطين في خلايا التجنيد بالوادي، أن عناصر التنظيم أغروه بالمال الوفير، كما أن السلع التي يطلبونها يقتنونها بأثمان مضاعفة أكثر من ثلاث مرات عن سعرها في الأسواق، وفي نفس الاتجاه كانت اعترافات ''ح.ق'' من البياضة الذي أكد أن لا قناعة دينية له ولا يفقه كثيرا في الفقه الإسلامي أو الأصول العقائدية أو الجهاد، كل ما يهمه تحصيل الأموال باأسهل طريقة وأقصر مدة. وتشير هذه الاعترافات حسب مصادر ''النهار'' التي تقاطعت مع أقوال معظم الموقوفين من عناصر الدعم والتجنيد بالوادي، إلى المنهج الذي يعتمده التنظيم الارهابي حسب خصوصية كل منطقة مستغلا حاجة الشباب للاستمتاع بكماليات الحياة في ظل تفشي البطالة وانتشار الفقر. وبحسب مصادر أجهزة الأمن فإن العدد الاجمالي للموقوفين خلال الثلاثي الأخير من السنة المنصرمة من المتورطين في خلايا مرتبطة مباشرة بتنظيم القاعدة تجاوز ال30شخصا معظمهم من فئة الشباب غير السلفيين، الذين يبحثون عن المال وإن كانت أسرهم في وضعية مريحة لدى البعض. منهجية تتطلب دراسة معمقة من طرف القائمين على مكافحة الارهاب على مختلف الأصعدة للحد من ظاهرة التلاعب بمصير الشباب والزج بهم في دوامة الإرهاب، التي تتعافى منها بلادنا تدريجيا بفضل برنامج الوئام المدني والمصالحة الوطنية، إضافة إلى يقظة قوات الأمن التي تنتهج طريقة العصا والجزرة البوشية مع التنظيم المذكور وخاصة مع المتورطين بشكل خاطئ من أجل المال. ورغم بروز ملامح الثراء السريع على بعض هؤلاء من دون أن يظهر لهم نشاط يبين مصدر الأموال وهو ماسمح لقوات الأمن من التأكد بسهولة من هوية الموقوفين الذين تورط معظمهم في دعم التنظيم الإرهابي بالمواد الغذائية أو المستلزمات الضرورية. وعلمت ''النهار'' أن عددا من الأئمة تم تكليفهم من طرف نظارة الشؤون الدينية لولاية الوادي لتوعية الأولياء والشباب من هذه الأساليب المخادعة التي تسعى لتوريط الشباب في العمل المسلح ضد دولتهم وتكون بدايتها بالطمع بقليل من المال.