طالت الأزمة المالية التي تمر بها الجزائر، الأندية المحترفة التي تسير على نهج الحكومة وقررت تطبيق سياسة التقشف لتجاوز الأزمة وخصوصا فيما تعلق بأجور اللاعبين الذين ينالون الملايير كل موسم وتصل أجرة البعض منهم إلى ما يفوق ال300 مليون سنتيم شهريا، وهو ما شكل عبئا كبيرا على الأندية ورؤسائها الذين وجدوا أنفسهم غير قادرين على دفع مستحقات اللاعبين بصفة منتظمة، مما دفع برؤساء الأندية إلى اتخاذ قرار بتسقيف أجور اللاعبين، حيث تم تحديد مبلغ مليون دينار جزائري أي 100 مليون سنتيم كحد أقصى لأجرة اللاعبين الشهرية، بداية من الموسم الكروي المقبل، وهذا خلال اجتماع رؤساء أندية رابطة «موبيليس» المحترفة الأولى بمحمد روراوة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم «فاف»، أول أمس الإثنين، إذ يقضي هذا الاتفاق على أن أعلى أجر شهري سيناله لاعب في البطولة المحترفة لن يتعدى ال100 مليون سنتيم، على أن تنخفض الأجرة وفق مستوى وقدرات كل لاعب، وهو القرار الذي سيسمح للأندية بترشيد نفقاتها وتخفيض مصاريفها لتجاوز الأزمة التي تتخبط فيها، بما أن معظم الأندية المحترفة مفلسة حتى في حال عدم إعلانها للأمر، وهو ما حرمها من تسديد مستحقات اللاعبين، وهو ما تفسره حركة الاحتجاجات الكبيرة والتهديد بالإضرابات من طرف لاعبي عديد الفرق كمولودية الجزائري، إتحاد الحراش، إتحاد البليدة وغيرها، لينتهي بذلك عهد «الشكارة» والملايير في البطولة الجزائرية ويلقي التقشف بظلاله على الساحرة المستديرة الجزائرية. كما تم التوصل خلال ذات الاجتماع إلى اتفاق مع الصندوق الوطني للتأمين الاجتماعي، يقضي بوضع هذا الأخير لجدول زمني خاص بكل فريق لتسديد مستحقات تأمين لاعبيه . عماني: انتهى عهد 300 مليون للاعب والقرار سيسمح للأندية بالتنفس وترشيد نفقاتها أكد جمال عماني، رئيس نادي أمل الأربعاء والمتحدث باسم رؤساء الأندية، أن قرار تسقيف الأجور سينهي عهد دفع مئات الملايين للاعبين شهريا، بداية من الموسم المقبل، وسيسمح للأندية بالتنفس قليلا في ظل معاناتها ماليا، مشيرا إلى أن الأجور المرتفعة للاعبين أرهقت كاهل رؤساء الفرق المحترفة، وصرح عماني لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس، قائلا: «انتهت أيام وعهد 200 و300 مليون للاعب، حيث قررنا تسقيف أجور اللاعبين ب100مليون سنتيم كحد أقصى بداية من الموسم المقبل»، مضيفا: «لقد حان الوقت لوضع حد لمشكلة الأجور التي أرهقت الأندية، وهذا بداية من الموسم القادم، هذا القرار سوف يسمح للفرق بالتنفس قليلا ومراجعة أجور لاعبيها»، هذا واعترف عماني أنه يتوقع أن يخالف بعض رؤساء الأندية هذا الاتفاق بطرق ملتوية وغير قانونية، بدفع أجور تتجاوز المبلغ المتفق عليه للاعبين تحت الطاولة لإقناعهم بالالتحاق بصفوف أنديتهم خصوصا نجوم البطولة. زرواطي ل" النهار": عهد الشكارة سينتهي وأقترح تخفيض الرواتب حتى 70 مليون شهريا! استحسن، محمد زرواطي، عضو مجلس إدارة شبيبة الساورة، القرار الذي اتخذته الفاف مع رؤساء أندية الرابطة المحترفة الأولى، والقاضي بتسقيف أجور اللاعبين، مؤكدا في تصريح ل«النهار» أمس، أنه حان الأوان لإنهاء «عهد الشكارة» ومعاقبة كل من يخالف هذا القرار سواء اللاعب أو رئيس الفريق: «نحن مع قرار تسقيف الأجور لكي يصبح اللاعب يفيد الفريق ويعطيه حقه مثلما استفاد هو من الأموال، لأن الفرق تصرف أموالا على اللاعبين ولا تستفيد في المقابل من أي شيء، خصوصا وأن الأجرة الشهرية للاعب أصبحت باهظة جدا، وأقترح أن تتراوح مستقبلا بين 70 حتى 80 مليون سنتيم»، وأضاف: «بعد هذه الخطوة سنضع اللاعب أمام حقيقة الأمر ويجب أن يتحمل مسؤوليته ويبرهن على أرضية الميدان، الآن سينتهي عهد الشكارة والمستوى سيرتفع، واقترح أن يعاقب كل من اللاعب ورئيس الفريق الذي يخالف القرار بالإيقاف لمدة 4 سنوات، وأن تطبق عليه نفس عقوبة تناول المنشطات». تسقيف الأجور سيكون مستحيل على العقود سارية المفعول
ومن جهة أخرى كشف مصدر مسؤول في كرة القدم الجزائرية ،أن تطبيق قرار تسقيف الأجور إلى 100 مليون سنتيم مستحيل قانونيا ،بالنسبة للاعبين السارية عقودهم حاليا و لا يمكن تطبيقه إلا على اللاعبين الذي يمضون عقودا جديدة بداية من جوان 2016 ، لان اللاعبين الذين يملكون عقودا سارية المفعول حاليا بقيمة 200 و 300 مليون يستطيعون مقاضاة الاندية و إجبارها على عدم تقليص أجورهم .