دخل يوم أمس، 68 معلما في الابتدائيات الثلاث «الجديدة بالمدينة الجديدة «سيدي حماد» في «مفتاح»، في إضراب مفتوح عن العمل، بسبب تراكم مجموعة من المشاكل التي تتخبط فيها مؤسساتهم التربوية عقب أحداث خطيرة شهدتها المدينة الجديدة منذ تدشينها، ناهيك عن مشاكل مهنية تلاحقهم منذ بداية الموسم الدراسي الحالي. وقد استفاق أول أمس، تلاميذ ومعلمو ابتدائيات المدينة الجديدة في «سيدي حماد» ب«مفتاح» التابعة لولاية البليدة، والتي رحلّ إليها سكان البيوت القصديرية والبنايات الفوضوية بحي «الرملي» في «جسر قسنطينة» بالعاصمة، على وقع عملية تخريب نفذها مجهولون تسللوا ليلا في العطلة الأسبوعية، وقاموا بتحطيم طاولات وخزائن الأقسام وتمزيق جميع كراريس التلاميذ وكتبهم، والتبول عليها، في حادث يعدّ الثالث من نوعه في غضون أشهر فقط، بعد عمليتين تم في إحداها سرقة جميع المدافئ التي جهزت بها أقسام الإبتدائيات الثلاث، وسرقة بعض الأغراض الخاصة بالمعلمين والتلاميذ، وعقب اكتشاف المعلمين بأمر التخريب، تم تبليغ المدير واستدعاء الشرطة التي تنقلت برفقة الفرقة العلمية للوقوف عند عملية التخريب، ونقل البصمات للتحقيق في الحادث وخلفياته. وقد تنقلت «النهار» فور ذلك إلى عين المكان، ورغم منعنا من الدخول، غير أننا تمكنا من رصد تصريحات بعض المعلمين، الذين أكدوا دخولهم في إضراب مفتوح عن العمل، ونددوا بالأوضاع الخطيرة التي يمارسون فيها مهامهم، رغم عدم تسوية وضعيتهم المهنية، بعدما رفض أساتذة ومعلمون آخرون الإلتحاق بمناصبهم في الابتدائيات الثلاث في «سيدي حماد» ب«مفتاح» منذ بداية الموسم الدراسي، ومجابهتهم جميع الظروف القاهرة، في ظل غياب كلي للأمن بسبب الشجارات العنيفة التي شهدتها المدينة الجديدة، والتي وقعت بين المرحّلين الجدد وسكان حي «سيدي حماد»، أدت إلى توقف الدراسة لأيام وكذا إقصاؤهم من الإدماج. وقد تحدث المعلمون إلى «النهار «عن الظروف التي دفعتهم للإضراب، على رأسها الغياب الكلي لأبسط الأساسيات في الابتدائيات الثلاث، منها المنظفون والحراس المناوبون، هذه الأخيرة التي كانت وراء 3 عمليات سرقة وتخريب، تم فيها الاستحواذ على مدافئ الأقسام وتحطيم طاولات الأقسام وسرقة أغراض أخرى، آخرها التي وقعت أول أمس، وتم اكتشافها لدى التحاقهم بمناصبهم صبيحة يوم الأحد، وتم تسجيلها ضد مجهولين استغلوا غياب الأمن والحراسة لتنفيذها، وقد أكدت مصادر، أنه تم تبليغ مديرية التربية والسلطات المحلية بالظروف والأحداث الخطيرة التي تشهدها الابتدائيات، لكن لا حياة لمن تنادي!.