نساء حائرات ومتخوّفات من عدم فعالية السحر بالشهر الفضيل بسبب تصفيد الجنّ والشياطين في الوقت الذي يتسارع فيه المسلمون للقيام بسائر الأعمال الصالحات في شهر رمضان المبارك بغية كسب الأجر والثواب ونيل مرضاة الله، راح البعض الآخر يضربون بتعاليم ديننا الحنيف عرض الحائط وينتهكون حرمة الشهر الفضيل بارتكباهم أكبر الكبائر والمعاصي بممارسة أعمال السحر والشعوذة عبر صفحات ومجموعات في «الفايسبوك» أسسها دجلة من جنسيات عربية مختلفة مصرية وسورية ومغربية تحت غطاء الدين بعدما أطلقوا على أنفسهم تسمية «الشيوخ» أو»الشيخات»، وهي التسمية التي استطاعوا بفضلها استمالة ذوي القلوب الضعيفة واليائسة، خاصة النساء والعوانس، من خلال عرض خدماتهم الروحانية عبر العالم الافتراضي الذي يوهمونهم فيه بجلب الحبيب والخطبة والزواج وعودة المطلقة وإخضاع الزوج، وذلك من دون إغفال ترك أرقامهم الهاتفية الداخلية والخارجية، للتواصل معهم عبر «الفايبر» أو «الواتساب ». هؤلاء المدعون يستدرجون زبائنهم نحو عالم السحر الأسود عن طريق تقديم خدمات مجانية، حيث يقترحون عليهم في مواقعهم حلولا لكل مشاكلهم عن طريق الدجل وتسخير الجن ويعدونهم بالنتيجة الفورية. «النهار» وقفت عند هذه الصفحات لرصد أعمال هؤلاء المشعوذين و«الشوافات»، كما يطلق عليهن بالعامية من أجل توعية الوالجين إلى العالم الافتراضي من خطورة تلك الطقوس التي لا تمت للإسلام بصلة، خاصة وأن فئة قليلة من المنخرطين من جنسيات جزائرية. دجالون عصريون يواكبون تطور تكنولوجيات الاتصال اللافت للانتباه خلال تصفحنا لهاته المواقع ب«الفايسبوك»، على غرار الصفحة الحاملة لتسمية «السحر الأسود والسفلي الأصلي» و«إبليس الأكبر، سحر مقابر، سحر نجاسة، سحر سفلي»، أن مؤسسيها من الدجالين قاموا بمواكبة التطور التكنولوجي للتقرب أكثر من مدمني «الفايسوك»، حيث يعمدون على ترك طلاسم وخطوات لاستعمالها بغرض تحقيق مبتغى الوالج للصفحة من دون تقديم توضيحات مفصلة بغرض اللجوء إليهم في وقت لاحق بعد ترك أرقام هواتفهم في متناوله ليتسنى له وحسب إمكانياته التواصل معهم حتى عبر «الفايبر» و«الواتساب» في حال تعذر عليه الاتصال لانعدام الوحدات. أغلب الطلاسم المنشورة في مواقيت الصلاة لإلهاء الناس عن العبادة يعمد هؤلاء المشعوذون إلى إبعاد الناس عن الله وإلهائهم عن أداء العبادة، من خلال نشرهم طلاسم تتزامن مع مواقيت الصلاة والتي يحثونهم من خلالها على تنفيذها مباشرة بعد سماع صوت الأذان، على غرار الطلسم الذي يجعل من الزوج خاضعا لأوامر زوجته والتي يشترط فيها العراف على هاته الأخيرة أن تردد عبارات غير مفهومة وكتابتها على قطعة قماش عند سماع أذان الظهر يوم الجمعة مع ترديد بعض الصور القرآنية القصيرة لإعطاء هاته الأعمال الشيطانية طابعا دينيا يجعلها تصدق بأنها ممارسات مقبولة، في الوقت الذي راح دجالون آخرون على نفس الصفحة ينشرون خطوات جلب الحبيب والخطيب للزواج مع توقيت أداء صلاة التراويح. نساء حائرات ومتخوفات من عدم جدوى السحر في رمضان لتصفيد الجن وضعت أعمال الشعوذة الممارسة في هات الصفحات والمجموعات عبر «الفايسبوك»، بعض النساء في حيرة شديدة إزاء مفعول السحر ومدى جدواه في الشهر الفضيل، وجعلتهن يطرحن عدة تساؤلات حول كيفية تنفيذها من دون تسخير الجن الذي هو مكبل بأغلال كما ذكره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه٬: «إذا جاء رمضان فتّحت أبواب الجنة وغلّقت أبواب النار وصفّدت الشياطين» رواه مسلم، وفي رواية عند الترمذي وابن خزيمة عن قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفّدت الشياطين ومردة الجنّ». جزائريات ضمن لائحة السائلات عن طرق جلب العريس فتحت هاته الصفحات والمجموعات، سواء المغلقة أو المفتوحة منها، أبوابا لطرح التساؤلات التي تشغل بال أعضائها الذين فاق عددهم 3 آلاف، استهوتهم طرق جلب الحبيب والزواج خوفا من شبح العنوسة، خاصة وأن الخدمات المقدمة مجانية وسهلة التنفيذ، وهي الطريقة التي أوقعت ببعض الجزائريات في دوامة المعاصي في هذا الشهر الفضيل. مؤمنون يشنّون حرب تعليقات على العرّافين ويصفونهم بالكفرة ورغم هاته المعاصي المرتكبة من قبل هؤولاء الدجلة في هذا الشهر الفضيل، راح أصحاب الضمير الحي والقلوب المؤمنة يهاجمونهم في حرب من التعليقات ويصفونهم بالكفار بعدما ذكّروهم بالعقاب بسبب ارتكابهم كبيرة من الكبائر بشركهم بالله وتضرعهم لغيره رغم علمهم أنه وحده جل جلاله الذي لا يخيب عبده إن دعاه، ووحده القادر على أن يفرج كربته، إلا أن تلك المنشورات والتعليقات لم تلق ردا.