سيكون نادي مولودية بجاية، سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة والنصف، على موعد مع أولى خطوات دخول تاريخ الكرة الإفريقية، عندما يستقبل الضيف تي بي مازيمبي على ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، في ذهاب نهائي كأس «الكاف»، في لقاء تاريخي لأبناء يما ڤورايا الذين لم يراهن عليهم أحد لتجاوز دور المجموعات وتحقيق المفاجأة وبلوغ المحطة النهائية لثاني أقوى المنافسات الكروية للأندية في القارة السمراء، في أول مشاركة ل«الموب» في منافسة قارية، ولأن الشهية تأتي مع الأكل فإن أشبال المدرب ناصر سنجاق ورغم أنهم دخلوا التاريخ بإنجازهم هذا إلا أنهم يريدون إكمال المهمة إلى غاية نهايتها بنجاح وكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب، من خلال الظفر باللقب الغالي وتعليق النجمة الإفريقية الأولى على قميص النادي الأكثر شعبية في منطقة القبائل، والذي لن يمر سوى بتحقيق الفوز، بالدرجة الأولى، في مواجهة اليوم، وهو ما شدد عليه المدرب سنجاق الذي طالب لاعبيه بضرورة التركيز وتحويل أدنى الفرص إلى أهداف مع تفادي اهتزاز شباك الحارس رحماني في مواجهة اليوم، حتى يلعب الفريق بأكثر أريحية في مباراة العودة يوم 6 نوفمبر المقبل ب«لوبومباشي» الكونغولية، كما يعول الطاقم الفني واللاعبون على «ليكراب» وبقية جماهير الأندية الجزائرية الأخرى، والتي ستكون كلها خلف ممثل الجزائر، وينتظر أن تغص بها مدرجات ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة للعب دور اللاعب رقم 12 في ملعب أصبح عنوانا لأفراح الجزائريين كرويا، سواء تعلق الأمر بالمنتخب الوطني الجزائري أو الأندية المحلية على المستوى القاري، وهو ترفض مولودية بجاية أن تشذ عليه . التشكيلة مكتملة وسنجاق سيستفيد من كل أسلحته للإطاحة بمازيمبي سيستفيد الناخب الوطني سابقا من كامل أسلحته في مواجهة مازيمبي، اليوم، بتواجد كل اللاعبين في أفضل أحوالهم البدنية والمعنوية، والذين حضّروا للمباراة النهائية في أفضل الظروف في مركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، والذي وصفه الجميع في بيت «الموب» بالناجح، بعد أن طبق فيه سنجاق كل ما أراده من تحضير بدني، تكتيكي ونفسي، من دون أن تلحق أي إصابات بأشباله، والذين سيكونون كلهم في الموعد اليوم، أين من المنتظر أن يواصل مدرب المولودية البجاوية الاعتماد على ذات التشكيلة التي أطاحت بالفتح الرباطي المغربي في نصف نهائي المسابقة، في حراسة المرمى وخط الدفاع الذي لا يفكر التقني الفرانكو جزائري في المخاطرة بتغييره، فيما ترك باب المفاجأة مفتوحا في وسط الميدان والهجوم، الذي قد يحمل بعض التغييرات من أجل مباغتة مدرب المنافس، هوبير فيلود، ومباغتة الضيوف. مازيمبي كتاب مفتوح ولم يعد مرعب إفريقيا يدرك سنجاق جيدا أن أول مفاتيح الفوز هو الحضور البدني القوي لمجاراة لاعبي مازيمبي الكونغولي، الذين يتميزون بقوة بدنية كبيرة وقدرتهم على البقاء في نفس الريتم إلى غاية نهاية اللقاء، وهو ما عمل عليه المدرب خلال تربصي سوسة التونسية وسيدي موسى، كما سيكون للعامل النفسي دور حاسم خاصة أن الضغط سيزداد مع اقتراب موعد النهائي الحلم، وهي النقطة التي تحدث فيها سنجاق كثيرا إلى لاعبيه، وأكد لهم أنهم لن يخسروا شيئا والوصول إلى النهائي في حد ذاته إنجاز تاريخي، كما أكد المدرب للاعبيه أن مازيمبي لم يعد ذلك الفريق الذي يرعب الأندية الإفريقية بعد تراجع مستواه وأصبح كتابا مفتوحا بالنسبة للطاقم الفني لمولودية بجاية، بعدما واجهه في دور المجموعتين ذهابا وإيابا. اللاعبون راضون عن أرضية الميدان ومتفائلون بملعب تشاكر من جانبهم، أبدى لاعبو «الموب» رضاهم عن أرضية ميدان ملعب مصطفى تشاكر، بعد الحصة التدريبية التي قاموا بها أول أمس الخميس على ذات الأرضية، التي يتمنون أن تبقى على حالها ولا تتأثر بتدريبات تي بي مازيمبي، التي أجراها أمس في توقيت اللقاء، ويتمنى أشبال سنجاق أن تؤثر أرضية الميدان المعشوشبة طبيعيا على المنافس الذي يجد صعوبات عليها بعد تعوّده على اللعب فوق أرضيات ميدان معشوشبة اصطناعيا، ولم يكن له وقت كاف للتحضير على العشب الطبيعي، كما يتفاءل فوزي يايا ورفاقه بملعب البليدة الذي فاز فيه وفاق سطيف برابطة أبطال إفريقيا والكأس الممتازة الإفريقية قبل موسمين، وشهد تأهل الخضر إلى مونديالي 2010 و2014 بجنوب إفريقيا والبرازيل على التوالي. فتح أبواب الملعب على الثالثة مساء وتوفير المأكولات والمشروبات على صعيد التنظيمات المتعلقة بالمباراة، قررت إدارة ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة بالتشاور مع المصالح الأمنية، فتح أبواب الملعب لدخول الأنصار على الساعة الثالثة زوالا، قبل خمس ساعات ونصف عن انطلاق اللقاء، حسبما كشفه مصطفى زيدون، مدير الملعب، كما سيتم تطبيق نفس الإجراءات الأمنية المتعود عليها في مباريات المنتخب الوطني، من خلال منع إدخال المأكولات والمشروبات التي يمكن للأنصار شراؤها من محلات داخل الملعب. مدرب «الموب» يشحن لاعبيه لمواجهة العمر سنجاق: «نحن أصغر فريق وسنتحدى الغول الإفريقي» أكد المدرب ناصر سنجاق أنه طالب لاعبيه بالاستمتاع فوق أرضية الميدان، كما حاول تخفيف الضغط عن لاعبيه، من خلال الإقرار أن «الموب» هو أصغر فريق في المنافسة، إلا أنه في المقابل كشف أنه يدرك جيدا القدرات التي يتميزون بها وقدرتهم على رفع التحدي أمام تي بي مازيمبي للفوز في مباراة اليوم، أين كشف أنه لا يركز على المنافس بقدر ما يركز على أن يكون فريقه في أفضل أحواله، وأن يطبق لاعبوه التعليمات في لقاء وصفه بالصعب والمعقّد أمام الشبح الإفريقي، حسبه، وصرح سنجاق قائلا: «الموب هو أصغر فريق في المنافسة الإفريقية والذي سيتحدى الغول الإفريقي، سنلعب في تشاكر الذي لم نتعود على الاستقبال فيه والضغط سيكون كبيرا على اللاعبين الذين عليهم أن يبقوا مركزين ويتجنبوا الوقوع في الأخطاء، لأن أصغر خطأ قد يكون قاتلا في النهائي»، مضيفا: «سنستمتع باللعب فوق أرضية الميدان موازاة مع استهدافنا للفوز، الأهم في هذه المباراة أن نركز على أنفسنا وأن يتمركز اللاعبون جيدا في الميدان ويتّبعوا التعليمات»، وتابع: «يجب أن نمنح كل ما لدينا، نحن ندرك ما يمكننا القيام به، بالانضباط والتركيز نحن قادرون على رفع التحدي في لقاء صعب جدا ومعقد ولكننا سنركز على أنفسنا لنكون في أفضل أحوالنا». قال إنه يعرف الكرة الجزائرية جيدا فيلود: «سعادتي لن تكتمل سوى بالتتويج باللقب» من جانبه، كشف مدرب تي بي مازيمبي الكونغولي، هوبير فيلود، أنه يعرف الكرة الجزائرية جيدا بحكم تدريبه لوفاق سطيف وإتحاد العاصمة سابقا، كما أكد معرفته بمولودية بجاية التي واجهها في دور المجموعتين، وصرح فيلود للإذاعة الوطنية قائلا: «مباراتا النهائي ذهابا وإيابا ستكونان واعدتين، فنحن نتعارف بعد مواجهتينا في دور المجموعتين، وأنا سعيد بلقاء هذا الفريق في النهائي، ولكن سعادتي لن تكتمل سوى بالتتويج بكأس الكاف»، واستطرد: «بعيدا عن المباراة أنا سعيد بالعودة إلى الجزائر مرة أخرى، التي أحتفظ فيها بذكريات جميلة وأعتبرها بمثابة بلدي».