الولاء للوطن من أهم الواجبات التي يجدر بنا الالتزام بها، فالولاء يعني أن تكون المشاعر والأعمال خالصة للوطن ولمصلحته، وألا يُفضل أي شيء آخر عليه، ومقابل الولاء الخيانة، فلا تجوز خيانة الوطن وتدميره بأية وسيلة من وسائل الخيانة، فقد تكون هذه الأفكار الخائنة بأن يتم التشجيع على الهجرة لبلاد أُخرى، فهذا يعتبر من عدم الولاء للوطن، وكذلك التحالف مع الأعداء بأية طريقة قد تضر بالوطن، أو القيام بتشويه صورته . حب الوطن يتجسد من خلال القيام بالأفعال التي ترفع من قيمته وتزيد من ارتقائه، بدلا من الأشياء التي تجعله مُتخلفا رجعيا، إن الشعور بالحب والانتماء واجب وطني، كذلكَ الشعور بالحنين والاشتياق للعودة له، وحب جميع الأشياء الموجودة فيه، ويأتي هذا الأخير عن طريق التعلق به وبجميع ممتلكاته، فالإنسان يعيش فيه ويموت فيه، ويفخر بذكرياته التي عاشها ويسعى لقضاء أجمل الأوقات فيه، حبه غريزة متأصلة في النفوس. إن التضحية لأجل الوطن من القِيَم التي رسخها الدين في النفوس، لأنه يستحيل أن يعيش الإنسان بكرامته بدون وطن يؤويه ويعيش في كنفه، لذلك فإن من يُضحي لأجل وطنه فإنه قد قدم أروع الأمثلة في حبه وفداءِه، لأن الوطن يستحق ذلك. العمل على ارتقائه، يكون برفع قيمة الوطن بالعمل على ارتقائه، وعمل الإنجازات التي تحقق الترقية وتمييزه، فالإنسان باستطاعته أن يخدم وطنه في مُختلف المجالات والأنشطة من خلال عمله والإخلاص في أداء واجباته الوظيفية بأمانة وإتقان بجميع المهن والتخصصات، من أبسط وأسهل الوظائف إلى أعلاها وأعقدِها، فالوطن لا يقوم بهنة واحدة، إنما هو امتزاج لكل المِهَن والمهارات والشراكات، فالجميع شركاء في صناعة مجد الوطن وتنميته، والشباب من ركائز الوطن وعماده، بهم يقوم ويقوى، وبدونهم يضعف، وترتفع الأمم والشعوب وتتقدم بهمة وقوة وسعي أبنائها وشبابها لذلك، كما أنها ترجع عن ركب التقدم وتتخلف بركونهم إلى الجهل والخمول. في حالات تعرض الوطن للخطر، فيجب بذل جميع الجهود للدفاع عنه بكل شهامةٍ، ويكون الدفاع عنه بكل الطرق والوسائل، وقد رسخت الشريعة الإسلامية أن حماية الوطن والذود عنه من المخاطر والصعوبات أساس ديني ثابت، فقد قرن الله تعالى حُب الأوطان والديار بالدين، في قوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فِي الدين ولم يخرجوكم من دياركم» الحفاظ على ممتلكاته، من الواجب تجاه الوطن عدم التعرض لممتلكاته بالإيذاء أو التخريب، لأنها تُمثل صورة عن مدى تطور شعبه وارتقائه، فيجب المُحافظة على الشوارع والمساكن والمباني من دون تخريب، يجب الافتخار بالعيش في الوطن والاعتزاز بذلك، ويظهر هذا في تصرفات مواطنيه، كأن يُجيبون بكل عزة وثقة وافتخار بأنهم من هذا الوطن، عندما يسألهم أحد عن وطنهم، من دون تهرّب من الإجابة أو كذب، فتحيا الجزائر والمجد والخلود للشهداء الأبرار.