نشرت منظمة الحلف الأطلسي «الناتو» تقريرا أكاديميا سمته وثيقة بحثية، تتحامل فيه على الجزائر وتدّعي فيه أن هناك غيابا لسياسة أمنية في الجزائر ودول شمال إفريقيا، بسبب الخلاف القائم بين الجيران المغاربة وقضية الحدود المغلقة، مهملة بذلك تقارير ونشريات وتصريحات لمؤسسات ودول أعضاء في المنظمة تصنف فيه الجزائر في خانة البلدان الآمنة والرائدة في مكافحة الإرهاب، في مقدمتها أمريكا. زعمت الوثيقة التي نشرت تحت عنوان انعدام الأمن في شمال إفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، بموقع الكلية العسكرية الدولية التابعة لمنظمة الحلف الأطلسي» الناتو»، غياب سياسة أمنية إقليميا لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا، على الرغم من التهديدات الأمنية التي تواجهها هذه الدول، متناسية أن الشمال الإفريقي خاصة الجزائر هو أكثر أمنا من أوروبا، وذلك للخبرة الكبيرة للجزائر في مكافحة الإرهاب والتي مكّنتها من تجفيف منابعه وقطع الطريق أمام كل من يحاول خلق بؤر للإرهاب في المنطقة وذلك بشهادة عدة دول كبرى. وحاول حلف «الناتو» من خلال وثيقته خلق صراع بين الجزائر والمغرب، حيث تحدثت عن خلاف بين الجزائر والمغرب وجعلت السبب الرئيسي له الحدود المشتركة، وذلك بعد غلقها عام 1994 ورفضت الجزائر بعدها إعادة فتحها إلى الآن، لعدة أسباب منها تهريب المخدرات وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتأتي مزاعم الحلف الأطلسي بعدم الاستقرار الأمني في محاولة لترسيخ فكرة ضرورة التدخل الأجنبي في المنطقة عن طريق ليبيا، وإيجاد أي طريقة للتدخل في المنطقة وخلق قواعد عسكرية في الشمال الإفريقي، وذلك بعد رفض الجزائر أي محاولة ل«الناتو»، آخرها ليبيا التي تحرص الجزائر على حل الأزمة فيها سلميا بين الفرقاء الليبيين واستبعاد التدخل الأجنبي فيها. وتأتي وثيقة «الناتو» في نفس الوقت الذي وجهت فيه وزارة الشؤون الخارجية رسالة شديدة اللهجة لمثل هذه المخابر الإعلامية والأكاديمية التي تحاول رسم صورة سوداوية عن الجزائر لتأخذها كذريعة للتدخل في شؤون دول شمال إفريقيا، ومنها التغلغل نحو وسط إفريقيا، وهي الدراسات والمقالات التي اعتبرتها وزارة الشؤون الخارجية مبنية على تكهنات ومعلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة.