من يزوّر الانتخابات خائن للوطن» لا يمكن مراقبة الفايسبوك واليوتوب لأنه كلام شوارع وقهاوي بلغ عدد الإخطارات التي تلقتها الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات خلال الحملة الانتخابية لتشريعيات الرابع ماي 190، إفطار تتعلق بخرق النصوص القانونية المنظمة للعملية الانتخابية، من ضمنها حجب صور المترشحين واستعمال عبارات دنيئة، وكذا استعمال الخطاب السياسي في أماكن مخصصة للعبادة. قال رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال، أمس، خلال نزوله ضيفا على منتدى القناة الأولى للإذاعة الجزائرية، إن مجموع الإخطارات التي تلقتها الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات منذ تأسيسها وإلى غاية الآن، قد بلغ 287 من بينها 190 خلال الحملة الانتخابية، في حين قامت الهيئة بتوجيه 435 إشعار. وفيما يتعلق بأهم الخروقات التي وقفت عندها الهيئة، فقد أوضح دربال بأنها محصورة ضمن 14 حالة محددة قانونا، حيث تم إحصاء 402 حالة تتعلق بالإلصاق العشوائي وثلاث حالات تتصل باستعمال أماكن عمومية غير مرخص لها، و53 حالة تتعلق بحجب صورة المرشح، وكذا ست حالات لاستعمال الخطاب السياسي في أماكن مخصصة للعبادة، واستعمال عبارات دنيئة وعدم احترام الحيز المكاني والزمني في إقامة التجمع سبعة حالات. وأضاف ضيف الإذاعة بأن بعض النواب العامين لم يتجاوبوا ولم يتحرّكوا بعد تلقيهم إخطارات من قبل القضاة المشكلين للهيئة التي يرأسها، رغم كونهم ملزمين قانونا بالتحرك مباشرة، ورغم تأكيد وزير العدل حافظ الأختام على ضرورة اضطلاع هؤلاء بالدور المنوط بهم في هذا الإطار. أما فيما يتعلق بنشاط المرشحين عبر موقع «فايسبوك» خلال الحملة الانتخابية، وحتى في فترة الصمت الانتخابي التي تعقبها، أوضح دربال بأن ما يدور في فضاءات التواصل الاجتماعي لا يمكن مراقبته بحكم أنه كلام عام يشبه ما يتم تداوله في المقاهي والشوارع قائلا: «نحن أمام خيارين لا ثالث لهما، إما التضييق على هذه الفضاءات مثلما هو معمول به في الدول الديكتاتورية، أو إباحته، وبما أننا اخترنا أن نكون أكثر حرية، فلا يمكننا بالتالي مراقبة هذا النوع من فضاءات التعبير». وبخصوص موضوع الأصوات المقاطعة للانتخابات، وكذا العزوف الانتخابي أوضح دربال بأنه يتوجب التفريق بين المقاطعة التي تمثل موقفا سياسيا وبين العزوف الذي يمكن أن يكون سببه اجتماعيا أو ثقافيا، فهناك الكثير من الجزائريين الذين قد لا يشاركون في الانتخابات، ليس بدافع أو موقف سياسي، فممكن أنه لا يشارك يوم الاقتراع لأنه يفضل أن يبقى نائما في بيته على أن يذهب لينتخب فقط.وتأسف دربال على عدم الاستغلال الأمثل للمرشحين للفضاءات التي خصصتها السلطات العمومية لتنشيط الحملة الانتخابية، والتي تراوحت نسبتها من 3 إلى 40 من المئة فقط، وهو ما يعد هدرا للمال العام.