خيم صمت جنائزي على شوارع سطيف، منذ اللحظة التي أطلق فيها الحكم التونسي بن ناصر صافرة نهاية الركلات الترجيحية معلنا إقصاء فريقهم، ولم تكن مرارة الإقصاء لتكون بالدرجة التي تذوقها السطايفية لو لم يكن المنافس أهلي البرج الذي أكد أمسية الخميس الفارط أنه الشبح الأسود لوفاق سطيف، ليتجسد ذلك من خلال العودة في النتيجة في اللحظات الأخيرة من المباراة وبالضبط في (د89) بعد أن ظلت التشكيلة السطايفية متفوقة منذ (د27) بفضل هدف مترف، ثم ترسخ الضربات الترجيحية أن الحظ يواصل وقوفه إلى جنب الأهلي في مواجهاته أمام وفاق سطيف لتأتي الانعكاسات في الشارع السطايفي وبين مئات الآلاف من أنصاره الذين لم يجدوا من مخرج لحالة الكآبة والكبت الذي رافق حالة السخط والغضب سوى ذرف الدموع حيث شاهدنا شبانا وكهولا تتدفق الدموع من أعينهممن شدةالحسرة والأسف بما حل بفريقهم. عذاب الإقصاء وويلات حجارة عين جاسر و20 حافلة كسرت وقد عاش أنصار وفاق سطيف الذين كانوا حاضرين بمدرجات ملعب أول نوفمبر عذابا نفسيا حقيقيا، حيث بقي الآلاف في أمكنتهم لم يستطع التحرك من شدة وقع النكسة، والكثير حمد الله على عدم تصادم والتقاء أنصار الفريقين في نهاية المباراة ليمتطي الجميع وسائل النقل للعودة وبالخصوص الشبان الذين حضرو بواسطة الحافلات ليجدو في منطقة عين جاسر بعض من ينتظرهم والذين قاموا برشقهم بالحجارة وتكسير العديد من الحافلات لتزيد هذه الأحداث من الويل الذي عاشه أنصار الوفاق في يوم سيبقي عالقا في أذهان كل السطايفية. سرار للاعبيه في ذهول: "نكمل الموسم إلى النهاية وكل واحد يحاسبه ضميره" رغم روع الفاجعة في نهاية المباراة، لم ينس رئيس وفاق سطيف التحدث مع عناصر التشكيلة في محولة للرفع من معنوياتها، خاصة أن فريقه تنتظره مواجهة تتعلق بالألوان الوطنية بعد 3 أيام، وفي حالة من الاستياء الذي كان باديا على ملامحه من شدة التأثر، وجه سرار كلمات قصيرة تحمل الكثير من الدلالات حين قال:"سنكمل البطولة والموسم إلى نهايته وكل واحد يحاسبه ضميره" ليسارع إلى العودة إلى مدينة سطيف. الأنصار يرفضون اعتذار آيت جودي وعشرات المكالمات: "مع سيموندي كنا نتحصل على عشرات الوضعيات وجها لوجه" وكان المدرب آيت جودي محل انتقادات لاذعة من قبل أنصار الفريق الذين حملوه مسؤولية الإقصاء والمستوى المحتشم الذي أصبح يظهر به فريقهم منذ فترة طويلة ورغم التصريحات التي أدلى بها البارحة عبر أمواج الإذاعة، أين تحمل مسؤولية الإقصاء وطلب الاعتذار، وتبريره للخسارة إلى الفرص السانحة التي تفنن حيماني، فرانسيس وحاج عيسي في تضييعها -حسب المدرب-، إلا أن الأنصار لم يشفعوا له من خلال المكالمات التي تهاطلت عليه محملينه المسؤولية، حيث أجمع هؤلاء أن اختباءه وراء الفرص الضائعة ليس مبررا مقبولا، رافضين اعتذاراته مؤكدين له أن المدرب السابق سيموندي من له الحق في تبريرالخسارة في تضييع الفرص السانحة علي أساس أن مع سيموندي كانت التشكيلة تخلق أكثر من 10 فرص وجها لوجه. ليبقى الاعتذار الوحيد الذي قد يلقى قبولا لأنصار، هو قيادة الفريق إلى فوز تاريخي غدا أمام الترجي. اللاعبون يغادرون الفندق ويتظاهرون بالتأثر رغم الهزيمة وخذلان أنصارهم، واصل غالبية لاعبوا التشكيلة السطايفية الدلال والتعاظم، ساعات قليلة بعد نهاية نكسة أول نوفمبر، من خلال رفضهم المبيت بفندق "شيليا" حسب برنامج الإدارة، متحججين بتأثرهم بالهزيمة وأنه ليس بمقدورهم حتى تناول وجبة العشاء، لتغادر الغالبية الساحقة الفندق تجاه مقرسكناها لأخذ قسط من الراحة من دون حسيب أو رقيب، على أن يعودوا وقت ما شاؤوا. وقد فسر بعض الأنصار إصرار اللاعبين على التوجه لمقر سكناهم من أجل وضع المبالغ الضخمة الخاصة بالشطر الثاني التي أخذوها ساعة قبل موعد المواجهة في مكان أمين في بيوتهم، ويبدو أن سرار الذي وضع ثقة عمياء في لاعبيه قد أخطأ التقدير هذه المرة حسب الأنصار لأن عناصر الوفاق غير جديرة بمثل هذه المعاملة. الترجي يسقط المرسي بثنائية ويخسر وجدي البوعزي وفي نفس الموعد، واجه الترجي التونسي لحساب الجولة ماقبل الأخيرة من البطولة التونسية فريق المرسي الذي كان يعني الفوز عليه سقوطه إلى القسم الثاني ليفعلها رفقاء الحارس القصراوي مسجلين فوزا بثنائية أبقتهم في صدارة الترتيب وكانت التشكيلة التونسية وقبل موعد مواجهة المرسي قد خسروا خدمات وسط الميدان وجدي البوعزي خلال التدريبات التي سبقت هذه المباراة ما يجعله خارج تعداد مواجهة الغد. التنقل ب24 لاعب زوال اليوم إلى تونس وكان التعداد قد تم تجميعه بمدينة قسنطينة في حدود الرابعة من مساء البارحة بحضور 24 لاعبا بما فيهم لموشية ، وانتظار موعد الرحلة الجوية للساعة الثامنة مساء تجاه العصمة، أين أقام التعداد بفندق "الهلتون" حتى يكون في موعد الرحلة الجوية العاصمة - تونس زوال اليوم، حيث من المنتظر الوصول إلى تونس في حدود الثالثة والتوجه مباشرة إلي فندق "قولدن توليب" وسط العاصمة التونسية للركون إلى الراحة قبل التنقل إلى ملعب "رادس" من أجل إجراء الحصة الوحيدة والأخيرة قبل الموعد الهام لحساب لقاء العودة من النصف النهائي من كأس العرب أمام الترجي التونسي أمسية الأحد على الساعة الثالثة. الطاقم الطبي يكثف علاج أكساس-حاج عيسي، ولموشية قد يُستدعى كثف الطاقم الطبي لوفاق سطيف من علاج كل من المدافع أكساس الذي واصل لقاء الكأس بصعوبة كبيرة بسبب الإصابة التي تلقاها على مستوى الركبة حتى يضمن شفاءه قبل موعد غد، على غرار زميله حاج عيسي الذي أحس بآلام على مستوي عضلة الفخذ جعلته يغادر أرضية الميدان. في نفس السياق، يبدوأن وضع اسم الوسط الدفاعي خالد لموشية ضمن قائمة العناصر المعنية بسفريه تونس اليوم ليس بغرض السياحة، حيث علمنا أن لموشية من المحتمل جداأن يكون ضمن قائمة 18 الحاضرة بملعب "رادس" غدا.