الخبز، «البوراك»، «الديول»، «المحاجب» .. والعجائن بكل أنواعها، هذه ليست قائمة مشتريات، وإنما هي إحدى مراحل فرز النفايات المنزلية بزرالدة، أين يستقبل المركز يوميا أطنانا من النفايات المنزلية منها آلاف الكيلوغرامات من الأكل والخبز وحتى «البوراك» و«المحاجب»، تحت شعار «كل ما لا يؤكل يرمى». خلال الجولة الميدانية التي قامت بها «النهار»، أمس، إلى المركز الوطني للنفايات المنزلية، وقفت على حجم تبذير الأسر العاصمية، حيث أن أول ما يشد انتباهك وأنت على مدخل مركز فرز النفايات المنزلية هو الشاحنات المحمّلة بالنفايات التي تخلفها الأسر الجزائرية يوميا، خاصة خلال شهر رمضان الكريم، والذي يزيد فيه جشع الكثير من الأشخاص، حيث تقوم بعض ربات البيوت برمي كل ما لا يأكل، حتى وإن كان الخبز. قبل دخولنا إلى المكان المخصص لفرز النفايات التي تأتي بها الشاحنات، شد انتباهنا الأكوام الكبيرة من الخبز التي قام العمال بوضعها على الأرض لشحنها في أكياس بلاستيكية، حيث تقوم آلات الفرز بإخراج الخبز والمعجنات من وسط النفايات المنزلية وتمحيصها، أين يتم جمعها في أكياس بلاستيكية وبيعها للفلاحين ومربي المواشي والأبقار الذين يستعملونها كأعلاف. 3 أطنان من الخبز في المزابل منذ بداية رمصان رغم أن العشر الأوائل لشهر رمضان انقضت، أول أمس، ورغم قصر المدة، إلا أن العاصميين رموا أزيد من 3 أطنان من الخبز ومشتقاته في المزابل، وهو ما يدل على التبذير والإسراف الذي تتبعه خلال الشهر الفضيل. العاصمة ترمي 60 طنا من الخبز في 2017 حسب الإحصائيات التي قام بها مركز فرز النفايات المنزلية، فإن البلديات العاصمية رمت ما يعادل 59 ألفا و214 كيلوغرام من الخبز في المزابل منذ بداية السنة، وهي الكميات التي ترمى مع النفايات الأخرى من دون مراعاة لقيمة هذه النعمة. إعادة تدوير النفايات وبيع الخبز للفلاحين كأعلاف من جهته، يقوم المركز سنويا بعقد اتفاقيات مع بعض التعاونيات الفلاحية ومربي الدواجن والطيور لبيع الخبز المفرز من المزابل لهم على شكل أعلاف، حيث يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه 10 دناينر، أين بلغت مداخيل المركز من ذلك 18.060.23 دينار خلال 5 أشهر الماضية، فيما يتم إعادة تدوير باقي النفايات، على غرار البلاستيك والزجاج والأوراق وغيرها.