تحية طيبة وبعد: الآن فهمت وأدركت جيدا ما الذي أصاب أخي، فقبل رمضان ظهرت عليه بعض التصرفات على غير عادته، أضحى قاسيا لا يحترم أحدا ولا ينطق لسانه إلا بالكلام الجارح، لقد تخلى عن دراسته بالثانوية واتجه إلى الحياة العملية، حاولت جاهدا كي أغير من طباعه ليعود إلى سابق عهده، لكن من دون جدوى وباءت كل محاولاتي بالفشل، كان يردد أنه أصبح رجلا ولديه كل الحق كي يتصرف على النحو الذي يرضيه، مع حلول الشهر الفضيل، ظننت أنه سيستقيم، ولكن للأسف الشديد قضى كل الأيام الماضية ونحن في أواخر شهر الصيام ولا يزال في ضلال، لا يدخل البيت حتى طلوع الفجر، مما جعلني أعد العدة لاكتشاف عالمه الخاص، وكانت أول وجهة لي الذهاب إلى محل عمله، وهنالك هالني ما رأيته، منظر يُؤلم القلب ويجمّد الدم في العروق، في وضح النهار شقيقي ومن معه حول مائدة طعام، صدمت ومن فرط دهشتي لم أتمالك نفسي وانهلت عليه ضربا، وبعدما هدأت ثورتي اعتذرت منه ليس اعتراف بفعلته، بل لأني أخطأت كان علي نصحه وليس ضربه، واستعملت معه أسلوب الرفق لكي احتوي الموضوع، والمثير أنه في اليوم الموالي وقبل خروجه دخل المطبخ فحضر القهوة وارتشفها على مرأى كل أفراد العائلة، لقد صدموا وما كان منهم سوى الرفض، أما والدتي فكاد يغمى عليها. طيشه ضربني في الصميم، لأن والدتي لن تحتمل هذا الأمر، مسكينة عانت الأمرين بعد وفاة والدي، لقد اتهمت نفسها بالتقصير وظلت تردد بأنها لم تحسن تربيته، ترجته كثيرا لكنه لم يرحم قلبها ولا يزال متمسكا بالإثم ويرفض الابتعاد عن الصحبة الضالة، يكاد رمضان ينقضي ولم أجد حلا مناسبا. خالد/ الوسط