تحية طيبة وبعد: أنا شاب في العشرين من العمر، تغلبني نفسي في بعض الأحيان فأشعر بالضجر من الدنيا بأكملها، ولا تعجبني أحوال الناس، فإذا أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر غدوت في نظرهم متطفلا يتدخل فيما لا يعنيه، لذا قررت الانغلاق على نفسي ولن أتدخل في شؤون الغير، فالمولى عز وجل يعرف النوايا وما تخفيه القلوب، فيكفي أني أرفض النمكر بقلبي، ولكن الشيء الذي يثيرني أنني أكاد أنفجر غيضا ولا أجد من أفضي له بما يدور في قلبي وعقلي، فماذا أفعل سيدي يا من اعتبرتها في مقام والدتي . @ رضوان/ تلمسان @@ الرد: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من العبادات المنسية يا بني، وهي واجب شرعي يليق بنا الالتزام به، بعدما وصفنا العلي القدير في كتابه الحكيم وقال في أمة محمد عليه الصلاة والسلام، « كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله»، ولكي تؤدي واجبك على أكمل وجه، يجب أن تكون صبورا وتعتمد أسلوب الرفق واللين، امتثالا لقوله تعالى «إدفع بالتي هي أحسن»، ولا تيأس أبدا من النصيحة، وكن على أتم اليقين بأن ما تفعله أجره عند الله عظيم. أما بخصوص المسألة الثانية، وأنك لا تجد من تفضي إليه بوجعك، فاختر من الصحبة الصالحة من يعينك على هموم الدنيا ويعينك على أمور الدين، وقبل ذلك إجعل من القرب إلى الله عز وجل أهم ما تسعى إليه، كأن تسارع الى الصلاة كلما شعرت بالضيق أو قراءة القرآن، ومناجاته عز وجل وسؤاله أن يهيأ لك من أمرك رشدا. داوم على الطهارة والوضوء، كي تغلق على الشيطان كل الأبواب، واشغل نفسك بالحق لكي تتخلص مما أنت فيه، فإن لم تفعل ستشغلك بالباطل والعياذ بالله. أسأل الله أن يعينك ويرزقك السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ومرحبا بك في هذا المنبر، فكلي أذان صاغية لك ولكل من ضاقت بهم الدنيا.