تمكنت، ليلة أمس الأول، كتيبة الدرك الوطني في «أولاد الميمون» شرق تلمسان، من شلّ نشاط شبكة إجرامية دولية تمتهن الدجل والاحتيال، إلى جانب نبش قبور الموتى لدسّ السحر فيها. حيث تنقلت عناصر كتيبة الدرك في «أولاد الميمون» بناءً على معلومات مستقاة من شهود عيان إلى مقبرة، بعد رصد ثلاثة أشخاص، بينهم امرأة يتسللون ليلا إليها لمزاولة نشاط مريب، وكانت نتيجة المداهمة والتطويق إيجابية، حيث عثر على مشعوذ ينحدر من جمهورية موريتانيا برفقة امرأة يقومان بنبش قبر ميّت وبحوزتهما مجموعة من الطلاسم السحرية، عبارة عن جداول وحروز، وكانت هذه الأعمال الشيطانية موجهة للدفن في القبر الذي عثر عليه منبوشا، وكذا تأمين مهامهما تحت جنح الظلام، كما ضبط رجال الدرك في عين المكان، رفشا وفأسا لحفر القبور ونبشها، وقد حوّل المشعوذ الموريتاني برفقة شريكته ومرافقهما على التحقيق بشكل موسّع فيما كانوا يقومون به من نبش للقبور، فضلا عن مصادرة مبلغ مالي هام من عائدات صناعة السحر الأسود ودفنه مع الموتى في القبور يزيد عن 300 مليون سنتيم. المشعوذ الموريتاني وبعد توسيع الأبحاث معه، تبين أنه مقيم في حجوط بتيبازة، حيث يستغل مسكنه في استقطاب ضعاف العقول للنصب عليهم مقابل إعداد سحور خطيرة وفتاكة انتقاما من أعدائهم، مدعيا امتلاك قدرة عجيبة عن طريق الاستعانة بالجن، مقابل دفع المال الكثير لتلاوة العزائم والتعاويذ التي تسمح باستحضار الأرواح المكلفة بهذه المهام، التي تذبح فيها الماعز والثيران وتقام لها مأدبات في الأضرحة، حيث يتطلب الأمر دفع من 100 إلى 200 مليون سنتيم في الحصة الواحدة، وعثر المحققون على عظام موتى ودماء ملوثة ومياه مأخوذة من حجرات تغسيل الأموات تستعمل في السحر، وبعد انتهاء التحريات، قدم المعني برفقة شريكته ومعاونهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة «أولاد الميمون»، الذي أمر بإيداعهم الحبس المؤقت عن تهمة انتهاك حرمة الموتى ونبش قبورهم لممارسة الشعوذة، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الكيفية التي ولج بها المشعوذ الموريتاني أرض الوطن، والجهات التي سهّلت له الإقامة لأداء مهامه الخطيرة.