تتواصل ردود فعل السياسيين ورجال الدين وسائر الفعاليات في تونس والجزائر حول خرجة الرئيس التونسي "قايد السبسي" والتي تضمنت دعوة للمساوة في الميراث، فضلا عن مطالبته الحكومة والبرلمان التونسي للإسراع في إصدار قانون جديد يعطي الحق للمرأة التونسية المسلمة في الزواج من الأجنبي غير المسلم. في بيان حصل عليه "النهار أون لاين"، اعتبر البرلماني الإسلامي، حسن عريبي، آخر خرجات "السبسي" على أنّها "تحليل لما حرمه الله، وردة صريحة وتمرد فاحش على أحكام الشريعة، وكفرا بأحكام الله، وحربا صريحة على الله ورسوله". "خطة صهيوماسونية قديمة متجددة" تعجب، عريبي، مما سماه "صمت علماء الأمة عن هرطقات هذا المتمرد على الله، وعلماء المدخلية وأصحاب الفكر الشبيه بالبراكين الميتة من هذا التجرؤ على الله ورسوله، كما اسستنكر غياب دور علماء تونس الشقيقة من هذه الخرجة الغريبة لرئيس بلادهم". واعتبر، عريبي، تصريحات، السبسي، بمثابة بوادر ل "خطة صهيوماسونية قديمة متجددة تستهدف مطاردة شرع الله وإبعاد المسلمين عن دينهم". وفي رده على "السبسي"، أوضح، علي عية، الإمام بالمسجد الكبير، أنها "شطحات ورائها خلفيات سياسية، لأنّ الله فطرنا على الأحكام الشرعية، وبالتالي لا يحق لأي كان تغيير أحكام الله عز وجل، وما ورد في أحكام القرآن الكريم ، واعتبر دعوات تسوية الميراث بين المرأة والرجل غير منصفة ، باعتبار أن الدين الإسلامي أنصف المرأة". وأكد، عيّة، أنّ هذه القوانين والنداءات الغريبة لن تقبلها أي دولة عربية مسلمة ، لأن الإسلام أعطى للمرأة حقوق لم يمنحها لها أي دين سماوي آخر. وأوضحت المحامية، سجية بوحجة، أنّ "المجتمع المسلم يستند إلى الأحكام الواردة في القرآن الكريم، ومواضيع الميراث حددها القرآن الكريم بالتفصيل، وبالتالي لا يجوز لأي شخص مهما كانت مكانته تغيير التشريع الإلهي، واعتبرت كل من يدعو إلى المساواة في الميراث بين الجنسين بمثابة ضرب الدين الإسلامي، كما أنّ الرئيس التونسي – حسبها- لديه خلفيات سياسية ، ربما كسب شعبية أكبر في تونس، من خلال إعلان هذا القرار". وفي تونس، تنوعت ردود فعل السياسيين والنخبة، حول المبادرة التشريعية المتعلقة بالمساواة في الميراث بين الجنسين، بهذا الخصوص، قال رئيس مجلس شورى حركة النهضة، فتحي العيادي، في منشور له على الصفحة الرسمية للحركة في "فيسبوك"، إنّ "النهضة" مشغولة بقضايا أساسية؛ أهمها التنمية، والحد من نسب البطالة، وتحسين الوضع الأمني، لافتا إلى أن مبادرة المساواة بالميراث بين الجنسين جاءت خارج السياق الوطني، ولا تفيد التونسيين في شيء، وفق تعبيره. وأكدت النائب بمجلس نواب الشعب عن كتلة "النهضة"، محرزية العبيدي، أنّ موقف حركتها من مبادرة المساواة بالميراث بين الرجل والمرأة "محسوم، ولا مجال لانتظار تغيير في توجهها الرافض لهذه المبادرة. من جانبه ؛ نشر الإمام السابق لجامع "اللخمي" بمحافظة صفاقس، رضا الجوادي، وثيقة تشير إلى وجود أكثر من 30 حالة يكون فيها نصيب المرأة مثل الرجل، أو أكثر منه، أو "ترث هي ولا يرث نظيرها من الرجال، مقابل وجود أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل". وتوعد رئيس جمعية ملتقى الأئمة، الشيخ محمد الهنتاتي، بالتصدي لهذه المبادرة بغزو البرلمان، موضحا أن الغزوة ستكون سلمية، وليست إرهابية. واعتبر في تصريح لإذاعة "شمس أف أم" التونسية ، أنّ "مبادرة المساواة بالميراث؛ تفتح بابا من أبواب جهنم".