بلدية بلعايبة 70 كلم شرق ولاية المسيلة، من قدم قنوات المياه الصالحة للشرب الذي أضحى يهدد 18 ألف ساكن بالأمراض والأوبئة، ما لم يتم تجديدها في المستقبل القريب، وتعتبر بلدية بلعايبة إحدى أغنى البلديات بولاية المسيلة، رغم توفرها على أراضي فلاحية خصبة ومياه عذبة، فيما أكد مواطنو البلدية على حالة الطرقات التي أصبحت تصلح لكل شيء سوى لسير السيارات، وحتى الراجلين الذين سقط منهم العشرات في حفر وبرك مياه الأمطار، بسبب أشغال الحفر التي لا تنتهي، كما تعاني بلدية بلعايبة من غياب الإنارة العمومية في معظم أحيائها بعدما تخلت مصالح البلدية عن دورها في هذا المجال، ولم تستفد سوى من مشاريع هزيلة للسكن الريفي والاجتماعي، بينما تجاوزت البطالة بهذه البلدية عتبة ال 70% ما بين إطارات جامعية وخريجي التكوين المهني، فيما تبقى مناصب عقود ما قبل التشغيل هزيلة للغاية ورهينة تدخل المعارف والأحباب، ولا مجال للحديث عن وسائل الترفيه بهذه البلدية، فالمنشآت الرياضية غائبة عدا ملعب بلدي، ومركز ثقافي والذي هو الآخر عبارة عن جسد بلا روح، وتساءل سكان "بلعايبة" عن محلات الرئيس وسر الموقع الذي تم إختياره لهذه المحلات وهو موضع غير ملائم، وعن طول الانتظار لتسليمها بعدما يكون الشباب المعني بها قد ملوا الانتظار. سكان بلعايبة تساءلوا عن سر الغبن والبؤس المسلط عليهم، والذي ما فتئ يزداد مع غياب المرافق الأساسية للحياة مثل التهيئة الحضرية والطرق المؤدية إلى المداشر والقرى والمياه الصالحة للشرب، ولا يبدوا أن عهدة المجلس البلدي الحالي ستكمل الأمور، فالمير المخضرم يرفض حتى الاستقبال العادي لانشغالات المواطنين، ويغلق أبواب الشكاوى والحوار مع الناس ويكتفي بسياسة الهروب إلى الأمام قائلا: "مانيش قاعد... عندي اجتماع"، أو أنه يتجول بسيارته بعيدا عن هموم بلديته المثقلة بالمشاكل والعيوب، وأنت تغادر بلدية بلعايبة ذات الماضي الثوري المجيد ينتابك شعور بأنك خرجت من مدينة منكوبة في أحيائها وشوارعها التي تبقى تعبر عن واقع مرير لسكان بلعايبة من الشكاوى والنداءات للمسؤولين لم يعد يهمهم سوى لقب "مير" مرة ومرات أخرى.