الجديد بجواب الواقعة في أقصى ولاية المدية من الأحياء الكثيرة عبر تراب الولاية معاناة وتهميشا، حيث يضم قرابة 600 عائلة عانت ويلات الإرهاب وفرت من جحيمه إلى الولايات المجاورة، وقد تم إدراج ضمن منطقة الهضاب العليا في عدد من المشاريع التي من شأنها فك العزلة والحرمان اللذين باتا يحاصران السكان، ولعل أهم مشكل عبر عنه السكان "للنهار" هو غياب ملكية العقود مما سبب انتشار الفوضى رغم كثرة العائلات، إلا أنه لم يعرف أي مشروع تنموي سوى المدرسة الإبتدائية، كما أن أشكال عدم امتلاك العقود سبب انتشار البناء الفوضوي وعدم قدرة السكان على انجاز مشاريع سكنية بالشكل القانوني، مما حرمهم من الإعانات المالية، يضاف إليها أبسط ضروريات الحياة فبمجرد دخولنا الحي لاحظنا تلك الطرق الترابية داخل الأزقة، حيث البرك المائية أصبحت الديكور المميز وزادت الحي تشويها وعزلة فمنذ 10 سنوات لم يشهد هذا الأخير ولا تهيئة حتى الخط الرابط بينه وبين مقر البلدية قد تآكل جزء كبير منه ويتحول في موسم الصيف إلى مصدر للزوابع الرملية، إلى جانب أزمة التنقل ليلا انعدام الإنارة العمومية، ومن جانب آخر كشف محدثنا بأن قنوات صرف المياه القذرة لا وجود لها تماما، زاده غياب المياه الصالحة للشرب تعقيدا رغم أن سد جواب لا يبعد سوى بمئات الأمتار عنها، أما حال الصحة في مدينة جواب فهي تفتقر إلى أبسط الضروريات، فلا وجود لقاعة علاج ولا طبيب ولا صيدلية والقاعة القديمة قد احتلتها عائلات في ظل الأزمة، وقد سجل الحي عدة حالات مرض مزمنة سببها البيوت القصديرية بفعل درجة الرطوبة العالية والإكتظاظ داخل الغرف، حيث ينام 70 فردا في غرفة واحدة، حسب محدثنا عمي بشير الذي لم يحصل على سكن، رغم أنه مر على إيداع ملفه عشرات السنين. كما يبقى حلم سكان الحي الجديد، الشروع في انجاز القطب الحضري الذي يشغل مساحة 45 هكتارا وموجه أساسا للقضاء على البيوت القصديرية وإنهاء كابوس معاناة دامت لعشرية كاملة وطالت معها مدة الانتظار.