في الوقت الذي يسرح ويمرح فيه الفنانون الأجانب في ميزانية وزارة الثقافة والديوان الوطني للثقافة والإعلام ''ICNO''، نسمع بأرقام مرعبة يتقاضاها الفنانون المشارقة يعيش بعض فنانينا على المحك والهامش، وهم من قدموا الشيء الكبير للأغنية الجزائرية في عز المحنة وفي سنوات كان يرفض فيها هؤلاء المشارقة الذين نفضلهم الآن الغناء في الجزائر!! قد يصعب لمن يدقق في الصورة التي أخذت له اليوم التعرف على صاحبها والذي أثقل المرض كما هو ظاهر كاهله ونهش السرطان جسده النحيف، ولمن لم يعرفه بعد نقول إنه الفنان جيلالي عمارنا - أحد أعضاء فرقة ''راينا راي'' التي صنعت شهرة كبيرة في سنوات الثمانينيات وحتى التسعينيات قبل أن تتفكك، والأكيد من يتذوق فن الراي الأصيل، يتذكر بسرعة أغاني ''ياالزينة ديري لاتاي ''و'' بالزرنة''وغيرها من الأغاني التي لاتزال على البال، ولكن الحال لم يعد كما هو بالنسبة للفنان جيلالي عمارنا بعد إصابته بمرض السرطان. الحال المزري الذي وصل إليه عمارنا يقودنا حتما إلى التساءل: ''إلى متى يظل بعض الفنانين عن منأى من اهتمام المؤسسات الثقافية التي تبدو كريمة جدا وسخية مع الفنان الأجنبي، في حين فنان من قامة ''جيلالي عمارنا'' لا يجد من يساعده في مقاومة المرض اللعين، والأكيد أن السلطات الثقافية في ولاية سيدي بلعباس هي أول من يقع عليها اللوم، كونها أدارت ظهرها لابنها، وهو أمر يدعو فعلا للتأسف، خاصة حين نكتشف أن إذاعة الشلف أخذت زمام المبادرة لمساعدة الفنان جيلالي عمارنا بينما سلطات سيدي بلعباس وقفت موقف المتفرج حين نظمت الإذاعة الجمهورية لولاية الشلف وقبل فترة، حفلا تضامنيا بمبادرة من الإعلامي مصطفى حباس في ظل الموقف المتخاذل لسلطات مدينة سيدي بلعباس والموقف المتخاذل أيضا لبعض الفنانين الذين كان يفترض بهم أن يكونوا أول من يقف على المسرح، خاصة بعد أن أكدوا حضورهم على غرار الشاب عباس والهندي. وبالمناسبة أكد الشاب سمير صاحب أغنية ''زوالي وفحل'' أنه فعلا ''فحل''، حين قطع 700 كلم وحضر للغناء في الحفل التضامني مع جيلالي عمارنا الذي خصص ريعه لعلاجه، والسؤال: هل يعقل أن نترك فنانا من قامة جيلالي عمارنا يصارع الموت بمفرده؟ ألا تأخذنا النخوة والرأفة به؟ كيف تعد طاولات المشوي ونفرش السجاد الأحمر للفنانين الأجانب، بينما فنانونا ينطفئون في صمت؟!.