دار و مجلس وطني للفتوى والزام الأئمة بالمذهب المالكي أعلنت وزارة الشؤون الدينية عن إعادة تنظيم لجان الفتوى على المستوى الوطني تمهيدا لإنشاء مجلس وطني للفتوى يكون بمثابة مرجعية وطنية للفتاوى في انتظار إنشاء منصب مفتي الجمهورية مستقبلا. فيما اعتمدت الوزارة معايير لاختيار الائمة تأخذ بعين الاعتبارالالتزام ب "المرجعية الدينية والوطنية والثقافية للمجتمع الجزائري " في اشارة الى المذهب المالكي . وكشف وزير الشؤون الديني والأوقاف بوعلام الله غلام الله أمام إطارات قطاعه في لقاء تقييمي سنوي نظم بدار الإمام بالعاصمة عن محتوى استراتيجة العمل التي ستعتمدها الوزارة مستقبلا حيث أكد انه استعدادا لإنشاء دار الإفتاء فقد تقرر إعادة تنظيم لجان الفتوى عل المستوى الوطني ليتم إنشاء المجلس الوطني للفتوى وهي المبادرة التي ترغب الوزارة منذ سنوات القيام بها حيث تم طرح فكرة إنشاء منصب مفتي الجمهورية على غرار ما هو معمول به في عديد الدول العربية والإسلامية ليعتمد كمرجعية وطنية في كل الأمور المتعلقة بالفتوى . وكان مشروع إنشاء منصب مفتي الجمهورية آنذاك قد أثار حفيظة المجلس الإسلامي الأعلى مما ادخل الطرفين في خلاف حاد حول الموضوع . وحددت الوزارة الشروط الواجب توفرها في الأئمة الذين توكل إليهم مهمة التاطير ولخصتها في الكفاءة العلمية والتشبع بالروح الوطنية والدينية وتحمل المسؤولية والالتزام . وأكدت على ضرورة إخضاع المتخرجين من الجامعات الناجحين في المسابقات الوطنية للتوظيف "كأئمة أساتذة " لتكوين متخصص حتى يلتحقوا بالمساجد ,بالإضافة إلى فتح أبواب المعاهد المتخصصة لحفظة القران بالزوايا والمدارس القرآنية بتخصيص تكوين مهني وعلمي ورفع من مستوى قبول المرشحين للتكوين كأئمة مع إخضاع كل من يشغل هذا المنصب الى دورات تكوينية وتاطيرية دورية . واشترطت الوزارة على الائمة الالتزام بالمذهب المالكي كمرجع ديني ووطني وثقافي للمجتمع الجزائري , ليكون بمثابة حصن لها من " التيارات الفكرية الهدامة و والممارسات العقائدية المرفوضة " ويقصد بها التيارات المختلفة التي ظهرت على الساحة منذ التسعينات , و منها ما يسمى بالتيار التكفيري والتيار السلفي والجزارة والتيار الشيعي مؤخرا. وبالاضافة الى هذا قررت الوزارة مراجعة النصوص المنظمة لمجالس مؤسسة المسجد وذلك بهدف تفعيل مهامها وترقية وظائف المسجد اتجاه المجتمع وشريحة الشباب بوجه خاص , واكدت على ضرورة مراعات النمط المعماري المغاربي في بناء المساجد الجديدة مع اجراء ترميمات على المساجد الموجودة . عبد الله طمين: منصب مفتي الجمهورية مرتبط بآجال انجاز المسجد الأعظم أشار المستشار الإعلامي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله طمين أن إنشاء منصب مفتي الجمهورية يبقى مؤجلا إلى غاية الانتهاء من بناء جامع الجزائر الأعظم مؤكدا أن الوزارة قررت إنشاء المجلس الوطني للفتوى كإطار رسمي لجمع اللجان الولائية و ترسيم عملها . وأكد طمين في اتصال هاتفي مع" النهار" أن عمل اللجان الولائية كان بمثابة تنظيم إجرائي يفتقد إلى نص رسمي مما استدعى إنشاء دار الإفتاء والمجلس الوطني للفتوى يكون بمثابة المؤطر لنشاط هذه اللجان في إطار مقنن ونظام داخلي للفتوى . وأشار المتحدث إلى أن هذا القرار جاء بالنظر إلى أن إنشاء منصب مفتي الجمهورية سيطول لارتباطه بمشروع جامع الجزائر الأكبر الذي سيأخذ بدوره سنوات ليكون جاهزا لاستقبال المصلين . ويؤكد تصريح طمين أن فكرة إنشاء المنصب ما زالت قائمة بالرغم من الجدل الذي أثاره الإعلان عن إنشاء هذا المنصب من قبل المجلس الإسلامي الأعلى , الهيئة المخولة بالإفتاء في المسائل الكبرى للأمة , معتبرا أن تحفظ المجلس عن الفكرة كان من قبيل سوء الفهم للمهام لا غير .