يخوض هذه الأيام الطلبة الجامعيون إمتحانات السداسي الأول، فيما يوجد الثانويون في مرحلة الفروض والتحضير للفصل الثاني، وبهذه المناسبة ارتأينا أن نغوص في مشوار المطربين الدراسي ونفتح ملفا صعبا إعداده نظرا لحساسية الموضوع وخجل المطربين من كشف مستواهم الدراسي، ومع ذلك اخترقنا كل الأسوار المحيطة بهم وعدنا إليكم بالتقرير الآتي. كبار الراي بين النجاح فنيا والفشل دراسيا البداية في تقريرنا تقودنا حتما للحديث عن نجوم الراي الكبار على غرار المرحوم حسني والكينغ الشاب خالد ونصرو وبلال وغيرهم، فأغلبيتهم ضعفاء المستوى، ويتقدمهم المرحوم حسني شقرون، الذي توقف عن الدراسة في الرابعة متوسط لانشغاله بكرة القدم والفن، حيث كان لاعبا في صفوف فريق جمعية وهران، ومطربا مغمورا في الملاهي، أما خالد حاج ابراهيم، ومحمد خليفاتي، المعروف بمامي، فمستواهما الدراسي هو الرابعة ابتدائي، حيث تركا التعليم بسبب الفقر، وبعدهما بسنتين غادر ابن شرشال موفق بلال، هو أيضا المدرسة لفشله في اجتياز شهادة التعليم الأساسي، ليتفرغ للبزنسة والتجارة قبل الغناء. نجوم الصف الثاني..مستواهم كارثي وإذا كان الكبار فاشلون دراسيا وناجحون على الأقل فنيا، فنجوم الصف الثاني الذين لم تتعد شهرتهم الجزائر لديهم مستوى أدنى بكثير على غرار الشابة خيرة التي غادرت مقاعد الدراسة في الإبتدائي بسبب الفقر الذي عانت منه عائلتها بمنطقة السيق بمعسكر، والذي أرغم والدها على توقيفها وحبسها بالبيت لمساعدة الأم قبل أن ترحل إلى وهران وتبدأ رحلتها مع الفن. نفس الأمر بالنسبة للشاب رضوان ، عباس،ناني، جنات، أنور، الهندي، عبدو، ووردة، حسني الصغير، هواري المنار، و ميمو، فكل هؤلاء مستواهم الدراسي ضعيف جدا ولم يكملوا تعليمهم مفضلين الغناء الذي جعل منهم نجوما مستواهم بعيد كل البعد عن مستوى الفنانين العرب. حسان اختار التكوين في الكهرباء بعد طرده من المدرسة ما قد لا يعرفه البعض عن مطرب الأغنية الرايوية الشاب حسان، أنه وبعد طرده من المؤسسة التربوية في السنة السابعة أساسي بسبب تخلفه عن حضور الدروس وانحرافه مع شلته الخاصة، لم يجد أمامه بإصرار من والده سوى دخول مركز التكوين المهني وتعلم الكهرباء، والتخرج بديبلوم كهربائي استفاد منه في بداية حياته المهنية قبل احترافه الغناء. نشير هنا أيضا قبل أن نقفل موضوع مطربي الراي إلى الفنان المعتزل الشاب جلول الذي يعد من أبرز المثقفين، حيث كان أستاذا للتاريخ والجغرافيا، قبل أن يتحول إلى مطرب. ماسي ونادية بارود يحفظان وجه القبائليين في الأغنية القبائلية يبرز الثنائي نادية بارود والشاب ماسي اللذان لديهما مستوى جامعي، فالأولى تحصلت على شهادة في الأدب العربي، وتحس من كلامها مدى تفوقها ثقافيا حيث تحسن الإجابة على عكس المطربين الآخرين، في حين الثاني لايزال يدرس في الجامعة فرع حقوق وسيتخرج قريبا، أما نجم الأغنية الشبابية محمد علاوة ورغم النجاح الكبير الذي عرفه في السنوات الأخيرة، إلا أن مستواه الدراسي متواضع وأنهاه عند السنة التاسعة أساسي، نفس الأمر بالنسبة لمطربة "الخبز" حسيبة عمروش التي لم تتعد مرحلة الثانوي وفضلت الفن على الدراسة. سمير تومي نجم "العاصمي" بشهادة مهندس دولة في الأغنية العاصمية، يعتلي النجم سمير تومي، قائمة المطربين المتفوقين دراسيا، حيث تحصل على شهادة مهندس دولة في الفلاحة، ولم يمنعه حبه للفن من مواصلة تعليمه حتى التخرج، فضرب عصفورين بحجر واحد، وأصبح أحد أبرز مطربي الأغنية العاصمية والحوزي بدليل نجاحه الكبير في الحفلات والألبومات آخرها "هاذي مدة وأنا غريب" مع راضية منال، كما هناك نقطة مهمة تحسب على سمير تومي وهي لباقته في الرد على أسئلة الصحافيين، وهي خبرة اكتسبها بدون شك من الدراسة التي كانت هاجس مطربة الحوزي راضية عدة أو صفية (اسمها الحقيقي)التي أنهتها في مرحلة مبكرة وهي في صف التاسعة أساسي لتنضم لمدرسة الفخارجية والسندسية وتكمل تكوينها الموسيقي على نهج المرحومة فضيلة الدزيرية. الزواج يوقف حسيبة عبدالرؤوف عن الدراسة وعلى عكس راضية عدة، لم يكن الفن السبب الأول لمغادرة مطربة الحوزي والعاصمي الأخرى حسيبة عبدالرؤوف مقاعد الدراسة، بل هو الزواج الذي حتم عليها وضع محفظتها جانبا في سن السابعة عشر، حينها كانت آكلي حسيبة(اسمها الحقيقي)في الثانوي،ومعروف عنها أنها كانت من أنجب التلميذات،ورغم ذلك لم يكن لديها حلا آخر، لتتفرغ بعدها لحياتها الزوجية وتربية ابنها عبدالرؤوف وللفن الذي أخذ كل وقتها مع والدتها التي كانت تنشط في فرقة "المسامعية"، ثم تستمر بنت حسين داي لوحدها في مشوارها الفني وتصبح اليوم إحدى المتألقات في الأعراس و"القعدات". الجيل الجديد جامعيون أما عن الجيل الجديد من المطربين فأغلبهم ذو مستوى جامعي، ويأتي في مقدمتهم نجم أغنية الراب لطفي دوبل كانون الذي تحصل على البكالوريا في شعبة الرياضيات، ثم نال شهادة مهندس دولة في الجيولوجيا، وهو حاليا يكمل دراسته بفرنسا للحصول على شهادة الماجستير، وهو ما يعكس ثقافته الكبيرة ودرايته بكل المجالات التي يقدمها في مواضيع أغانيه.هناك أيضا ابن مدينته زينو العنابي الذي أنهى دراسته في السنة الأخيرة من الجامعة وينقصه فقط الديبلوم، دون أن ننسى مطرب المداحات مادونا المعروف بألبوم "شيك شاك شوك" والذي يملك شهادة جامعية في الترجمة.