مغنية في الفترة الأخيرة، استفحال ظاهرة انتشار أطفال صغار يزورون المنازل والبيوت لجمع الخبز اليابس وبيعه لمربي الأبقار، ازدادت الظاهرة حدة وباتت تميز مختلف أحياء المدينة بإقدام أطفال صغار من الجنسين وبألبسة بالية وقديمة منذ الصباح الباكر على الانتشار في الأحياء السكنية لطلب الخبز اليابس من المنازل وجمعه في أكياس لحمله رغم صعر سنهم إلى مستودعات التجميع أين يتم شراؤه بالميزان من طرف تجار يقومون ببيعه لمربي الأبقار والمواشي. وحسب الكثير من المواطنين، فإن هذه الظاهرة أصبحت مزعجة ومشوهة للوسط الحضري بزيارة هؤلاء الأطفال في الصباح الباكر والذين لا يترددون في استعمال جرس الباب لطلب الخبز اليابس من أصحاب المنازل، تجد بعض العائلات هذه الظاهرة طريقة للتخلص من الخبز الذي لم يتم تناوله وبالتالي تفادي رميه في المزابل بعدما تكدس في المنزل. كما أن بعض الأسر الأخرى تتعمد اقتناء الخبز بكمية زائدة بخبزتين أو ثلاث يوميا، لتقديمه كصدقة لهؤلاء الأطفال الذين يبدو الفقر عليهم، خصوصا، وأنهم انقطعوا عن الدراسة ودخلوا معركة العمل باكرا لمجابهة العوز والحاجة، مما يستدعي مساعدتهم على تخطي عواقب هذه الظاهرة. وبات هؤلاء الأطفال يدركون ويعرفون المنازل السخية بالخبز اليابس فتجدهم يتسابقون على زيارتها في الصباح الباكر، ويتخذون الفراغات الصحية للعمارات لتجميع الخبز من كل عمارة أو مجموعة مداخل، ليقوم أطفال أكبر سنا وبواسطة الحمير بجمعه ونقله إلى المخزن الموجود في خارج المدينة لإعادة تسويقه بعد وزنه من طرف أصحاب الشاحنات. إلى جانب هذا، أصبح الكثير من الأطفال يفضلون جمع الخبز لإعادة بيعه للفلاحين والموالين، ناهيك عن اقتراف جرائم السرقة التي باتت تنتشر بأحياء مغنية بسبب البطالة والفقر في ظل عجز السلطات المحلية لإيجاد حلول ناجعة لإنقاذ العائلات والشباب من السجن.