أكدت الجامعة العربية اليوم الاثنين على ضرورة اتخاذ إسرائيل خطوات "عملية ملموسة" على الأرض مما يسمح ب"التحرك نحو استئناف المفاوضات" الفلسطينية الإسرائيلية. وأكد رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية السيد هشام يوسف في ندوة صحفية عقدها اليوم على وجوب التزام إسرائيل بوقف الاستيطان بالكامل وكل الأعمال العدوانية والممارسات غير المسؤولة في مدينة القدسالمحتلة ورفع الحصار عن الشعب حتى يمكن "التحرك نحو استئناف المفاوضات". وأشار بشان الدولة الفلسطينية "المؤقتة" التي تتحدث عنها إسرائيل إلى أن الدول العربية تحركت على أساس الحديث عن الحل النهائي و"لا نتحدث عن حلول مؤقتة" مؤكدا تأييد كافة الدول العربية على الموقف الفلسطيني في هذا الشأن وهو ضد "الدولة المؤقتة" بجميع أشكالها وكل صورها. ودعا المسؤول بالجامعة العربية إلى التحرك على أساس إنجاز قضايا الحل النهائي وهي القدس اللاجئون والمستوطنات و الحدود و المياه دون الحديث عن حلول مؤقتة وأكد قائلا " ما يمكن أن يحدث هو التنفيذ على مراحل وليس أن يكون الحل على مراحل". ومن جهة أخرى وصف السيد هشام يوسف البيان الصادر عن الرباعية الدولية خلال اجتماعها الأخير في ايطاليا "بالمتوازن" مقارنة مع بيانات سابقة للجنة ذاتها معربا عن ارتياح الجامعة لهذا البيان الذي " تضمن الكثير من العناصر الإيجابية". وأشار إلى بعض الملاحظات التي تم تسجيلها في البيان كالإشارة "إلى تأييد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحل الدولتين بشكل متواز وهذا أمر كما قال لا يتسم بالدقة". وقال " أنه لا يمكن الإشارة إلى التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بالأسلوب نفسه المتعلق بالتزام الرئيس عباس بحل الدولتين". واوضح أن المنتظر الآن هو بلورة الموقف الأمريكي للتعامل مع الوضع الحالي وتطوير الموقف الإسرائيلي بما يسمح باستئناف المفاوضات مشيرا إلى أن الكرة الآن مازالت في الملعب الإسرائيلي والمطلوب هو اتخاذ خطوات من جانب إسرائيل في ثلاثة مجالات وهي وقف الاستيطان ووقف الممارسات في القدس ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وهذا هو" ما ننتظره بما يسمح بالتحرك نحو استئناف المفاوضات". وعن الأوضاع في العراق أعرب السيد هشام يوسف عن "قلق" الجامعة العربية من تصاعد أعمال العنف خاصة مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية آملا في أن "تتمكن الحكومة العراقية من التعامل مع هذه التحديات" لتحقيق الاستقرار. واعتبر أن انسحاب القوات الأمريكية من المدن العراقية "خطوة مهمة وأساسية وضرورية " تمهيدا للانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من العراق طبقا للاتفاقات المبرمة في هذا الصدد معربا عن أمله في أن تتمكن الدول العربية من تقديم الدعم المطلوب للقوات العراقية من تدريب ومعدات بما يؤهل هذه القوات من أداء مهامها في الفترة المقبلة. ونفى المسؤول بالجامعة العربية أي تراجع في الخطوات العربية والتمثيل الدبلوماسي العربي في العراق نتيجة حدة العنف خلال الآونة الأخيرة وقال "لا أتصور هذا" معربا عن أمله في أن تتحرك الأمور نحو المزيد من الاستقرار والهدوء في العراق. وأكد أن الوجود العربي في العراق والمساندة العربية له "مطلوب بشكل مكثف" في الفترة المقبلة وان التحرك في هذا الاتجاه " لن يتوقف " مشددا على أن المرحلة التي يمر بها العراق ستكون "دقيقة وحساسة" وسيحتاج الشعب العراقي إلى كل دعم ومساندة في هذه الفترة .