بعد أن ضاقت بي الدنيا بما رحبت، صممت على طرق بابك راجية من المولى عز وجل أن أجد راحتي التي افتقدتها عندك . أنا شابة في ال 35 من عمري، جميلة وملتزمة وجامعية، كنت أعيش حياة هادئة في كنف أسرة محافظة ومتفهمة، فجأة ودون مقدمات انقلبت حياتي إلى جحيم بعد أن توفيت أختي وصديقة عمري في حادث مرور خطير، مخلفة وراءها طفلتين جميلتين، لم أستطع احتمال مرارة هذا الموت المفاجىء، فاستسلمت للحزن والأسى.. لم أستطع العودة إلى الحياة بشكل تدريجي جدا، إلا بعد أن مرّ عامين كاملين على وفاتها، وما إن بدأت استأنف حياتي حتى صدمني زوج المرحومة، بطلب غريب لم أكن أتوقعه، لقد طلب مني بصريح العبارة أن أحل محل شقيقتي وأقبل الارتباط به وأصبح أمًا لطفلتيه، هذا الطلب صدمني وأعادني إلى عالم الأحزان من جديد، وليس هذا فحسب، بل إني أصبحت أكره كل الرجال دون استثناء لدرجة أني رفضت كل الذين تقدموا لخطبتي، وبقيت رغم الامتيازات التي أتمتع بها لحد الآن بدون زواج.. سيدتي، كلما يطلب أحدا يدي تأتيني صورة أختي، فتسود الدنيا في عيني .. أرجوك يا سيدتي ماذا أفعل وكيف أتصرف حتى أسترجع الثقة في الرجال وأضع حدا لكرهي لهم؟ وردة من تيزي وزو الرد : عزيزتي، أنت تعانين من حالة نفسية خاصة، نتيجة تلقيك لصدمة عنيفة، سببها الموت المفاجىء لأختك وهذه الصدمة تطورت مع مرور الوقت، وتسارعت الأحداث لتصبح عقدة تجسدت في فقدانك الثقة في كل الرجال وكرهك لهم. عزيزتي، كان عليك منذ البداية أن تخضعي لمتابعة طبية من طرف مختص يحاول أن يصحح لك بعض المفاهيم التي جعلتك غير قادرة على التأقلم مع واقعك، كما يسعى لمواجهتك مع بعض المواقف والأفكار التي لم تتقبليها، المهم ما كان قد كان والآن من الضروري جدا أن تقومي بالخطوات التالية : 1 - عليك أن تجددي علاقتك بالله عن طريق الإكثار من الطاعات والعبادات . 2 - الذهاب لطبيب نفساني لأنك بحاجة ماسة لرعاية نفسية وجلسات استرخاء مكثفة . 3 - التحلي بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة والصبر الثقيل لمساعدة الطبيب على النجاح في مهمته . 4 - السعي للتجاوب مع واقعك عن طريق استغلال أوقاتك في الأشياء التي تعود عليك بالنفع والفائدة . ردت نور