لم تكن الحالة التي تعيشها السيدة ''ب. ز'' المقيمة بمدينة باتنة لتعبر عن شيء سوى الصدمة الكبيرة التي عاشتها قبل أيام قليلة بعد تعرضها لسرقة ما قيمته حوالي 100 مليون سنتيم من الذهب، وترجع وقائع الحادثة عندما كانت ابنة هذه السيدة وهي طالبة جامعية رفقة صديقتها المقربة جدا منها والبالغة من العمر 22 سنة في البيت، عندما غادرت السيدة ''ب.ز'' رفقة والدة صديقة ابنتها إلى السوق لقضاء بعض الحاجيات، وفي ذلك الوقت اتصلت الصديقة بأختها طالبة منها أن تحضر الكاميرا لمشاهدة شريط خاص بأحد الأعراس، وفي الوقت الذي كانت فيه ابنة السيدة ''ب. ز'' منتبهة مع مشاهدة الشريط طلبت أخت صديقتها منها الذهاب إلى المرحاض، غير أنها اتجهت إلى غرفة السيدة ''ب. ز'' أين أخذت كل الذهب الموجود في الصندوق، وعند خروجها من الغرفة لمحتها صاحبة المنزل غير أنها لم تشك فيها نظرا للعلاقة الوطيدة التي تربط العائلتين، وبعد لحظات من ذلك أعلمتهم بأنها ستغادر إلى منزلها بعد أن أخفت ما سرقت تحت العباءة التي كانت تلبسها، وفي اليوم الموالي وبعد أن كانت السيدة تحضر نفسها للذهاب إلى أحد الأعراس لم تجد مصوغاتها فأعلمت ابنتها التي تذكرت مباشرة مشهد خروج صديقتها من غرفة والدتها لتشك بان صديقتها هي الفاعلة، فاتجهت إلى هذه الأخيرة التي نفت تماما الموضوع مشيرة إلى الأخوة والعلاقة الوطيدة التي تجمعهما، ولم يكن على الفتاة ابنة السيدة المسروق منها ذهبها إلا أن توظف إحدى أفكار المحقق ''كونان'' في المسلسل الكرتوني وتوهم صديقتها بأن والدها يضع في غرفته كاميرا لأنه يحتفظ فيها بوثائق مهمة، وكانت الكاميرا قد كشفتها وهي تسرق الذهب وهددتها بأن والدها سيأخذ الشريط المسجل إلى الشرطة إذا لم تعد ما سرقته في الحال، الأمر الذي دفع الفتاة إلى الاعتراف بفعلتها، كما قامت بتسليم 20 مليون سنتيم للعائلة المسروقة، وهو المبلغ الذي تحصلت عليه بعد بيعها لجزء من الذهب، فيما سلمتها ما تبقى، ولم يتوقف المسلسل هنا بل إن الصائغ هو الآخر نفى شراءه لأي قطعة ذهب من المتهمة، لولا تهديده بإعلام الشرطة لتفتح تحقيقا وتكشفه على طريقتها. وفي الوقت الذي قرر ربّ العائلة إعلام الشرطة لتفتح تحقيقا ومعاقبة هذه الفتاة باعتبار أنها قد تكرر الفعل مع عائلة أخرى؛ منعته زوجته من ذلك لأنها وعدت الفتاة أن لا تعلم الشرطة إذا أعادت ما سرقت كما أنها يتيمة الأب الذي راح ضحية في عملية إرهابي.