إدارات فتحت أبوابها في الساعات الأولى من صباح أمس الخميس في اليوم السادس من شهر رمضان..أمام المواطنين الذين يبدو أنهم قد اعتادوا في ظرف قصير على عطلة نهاية الأسبوع الجديدة بعد مرور حوالي 15 يوما على دخولها حيز التطبيق..حين وقفنا في جولة استطلاعية عبر مختلف الإدارات على الإقبال الكبير للمواطنين الذين أدركوا أنه حان الوقت لكي يستجيبوا لقرار الحكومة القاضي بتغيير عطلة نهاية الأسبوع..باغتنام يوم الخميس لقضاء كافة مصالحهم و استخراج جميع وثائقهم..خاصة و أن الدخول الاجتماعي و المدرسي على الأبواب..في الوقت الذي وقفنا أيضا على تهافت المواطنين للحصول على قفة رمضان" ببلدية سيدي أمحمد.. إدارات فتحت أبوابها في الساعة الثامنة صباحا..و مواطنون يتهافتون لاستخراج وثائقهم وجهتنا الأولى كانت بلدية سيدي امحمد، و ندخل نهم بدخول البلدية في حدود الساعة الواحدة زوالا لفت انتباهنا مشهد هؤلاء الشيوخ، النساء، الرجال و الأطفال و هو يقفون في طوابير لا تنتهي أمام الشبابيك التي تم تخصيصها للتصديق على النسخ المطابقة للأصل و كذا لاستخراج الوثائق الإدارية..أين قمنا بالتقرب من أحد المواطنين المدعو "س.ر" و سؤاله عما إن كان قد اعتاد على عطلة نهاية الأسبوع الجديدة أم أن الأمور لا تزال معقدة بالنسبة إليه، حين أجابنا بأنه في الأسبوع الأول لدخولها حيز التطبيق قد وجب صعوبة نوعا ما في التأقلم مع العطلة الجديدة ظنا منه بأن الإدارات لا تفتح أبوابها طيلة يوم الخميس، غير أنه بعد مرور أقل من 15 يوم، قد وجب نفسه مجبرا على الاعتياد على العطلة الجديدة..و عن أداء الإدارات يوم الخميس..راح يخبرنا:" كنت أظن في البداية بأن الإدارات لن تلتزم بقرار الحكومة و القاضي بتغيير العطلة الأسبوعية لكنني اليوم و حين وجدت نفسي محتاجا لاستخراج بعض الوثائق الإدارية لأبنائي المتمدرسين، خاصة و أن الدخول المدرسي على الأبواب، فوجدت أن الأمور تسير بشكل عادي"..ليتوقف قليلا عن الحديث، ليضيف قائلا:" تغير كل شيء باستثناء الطوابير التي أضحت إحدى الثوابت في حياتنا..و هي لا تشاء أن تنتهي". تركنا ذلك المواطن البسيط بالقرب من الشباك المخصص للتصديق على الوثائق، لنتوجه بعدها إلى شباك آخر، كان يبدو خاليا من المواطنين و تشرف عليه شابة في مقتبل العمر يبدو أنها قد تجاوزت العقد الثاني، و لما تقربنا منها و سؤالها عن طريقة العمل في رمضان خاصة مع تغيير العطلة الأسبوعية، فراحت تجيبنا و هي تتثاءب محاولة إخفاء ذلك بوضع يدها على فمها:" كل شيء يسير بشكل عادي و أكثر تفاصيل اتصلوا برئيس المصلحة هو من يمكنه منحكم أكثر تفاصيل"..تركنا تلك الشابة لتكمل تثاؤبها..حين غادرنا البلدية و توجهنا على بلدية محمد بلوزداد أين قصدنا المديرية الجهوية لسونلغاز، غير أن الذي شد انتباهنا هناك هو التوافد المحتشم على الوكالة من قبل زبائنها،و التي فتحت أبوابها منذ الساعة 8.30 و إلى غاية 15.30، إلا بعض الموظفين الذين كانوا يقبعون بأماكنهم..يترقبون قدوم زبائن جدد في أية لحظة..و في تلك اللحظات تقربنا من أحد السيدات التي كانت تشرف على مكتب الاستقبال و التي أكدت لنا بأن الزبائن لم يعتادوا بشكل جيد على العطلة الأسبوعية الجديدة، خاصة و أنهم قد اعتادوا على قضاء كافة مصالحهم يوم الأربعاء و ليس الخميس، لكن و رغم ذلك فإننا نستقبل بين اللحظة و الأخرى بعضا من الزبائن..شكرنا السيدة على استقبالها لنا و حملنا أنفسنا متوجهين إلى مكتب البريد الذي يبعد كيلومترات قليلة عن المديرية.. زيادة لوح للمتقاعدين..تدخل مكاتب البريد في طوابير لا تنتهي و هناك تفاجئنا بالعديد من الشيوخ الذي يبدو أن الدهر قد أنهكهم يقفون في طابور أمام الشباك المخصص للسحب الفوري..و حين تقربنا من أحد الشيوخ الذي كان متكئا على الجدار، الذي يبدو أنه كان ينتظر قدوم دوره بفارغ صبر، فراح يحدثنا بصوت منخفض:" الزيادة تاع لارترات دخلت البارح و جيت اليوم نخرجها"..تركنا ذلك الشيخ..و توجهنا للحديث مع أحد أعوان الأمن الذي أكد لنا أننا مع مرور أيام قليلة قد اعتدنا نحن الموظفين على العطلة الأسبوعية الجديدة و المواطنين بدورهم قد اعتادوا أيضا و يظهر ذلك في الطوابير الطويلة التي لم تنته منذ الساعات الأولى لفتح المكتب..تركنا هؤلاء الشيوخ من ورائنا ينتظرون "زيادة لوح".. موظفون لم يعتادوا على العطلة الأسبوعية..و موظفات اعتدن على سياسة "السكيفاج".. لنتوجه بعدها إلى وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي، أين وجدنا أعوان الحراسة يجلسون بغرفة الاستقبال رفقة عون شرطة، و حين تقربنا منهم و أخبرناهم عن الموضوع، راح يحدثنا أحدهم بأن العمل يوم الخميس مثل باقي أيام الأسبوع، خاصة و أن العمال و الموظفين قد اعتادوا على العطلة الأسبوعية الجديدة، ليقاطعه زميله قائلا:" كاين من يخدم حتى الرابعة و النصف و كاين من الخدامين من يحبوا يهربوا قبل الوقت يعني "يسكيفيو" خاصة النساء باش يطيبو الشربة و البوراك".. ليبتسم بعدها..و في تلك اللحظات التحق بنا أحد الموظفين بالوزارة الذي راح يحدثنا بعفوية تامة من دون أن نطرح عليه السؤال:" أعمل من الساعة الثامنة و إلى غاية الخامسة في رمضان..فأين المشكل في رأيكم؟"..غادرنا الوزارة و عدنا بأدراجنا إلى مقر الجريدة أين استنتجنا بأن الجزائريين يتعودن بشكل سريع على القرارات الجديدة..