انتقال أمد الحياة زاد من فاتورة المصاريف المسنون أكثر الشرائح استهلاكا للأدوية بنسبة 20 من المئة كشف، أمس، البروفيسور لمري العربي، متخصص في اقتصاديات الصحة، أن متوسط إنفاق الفرد الجزائري على فاتورة الدواء يقدر ب10 آلاف دينار سنويا، وما يعادل 35 ألف مليار سنتيم سنويا لكل الجزائريين، مرجعا إرتفاعها إلى أمراض التطور التي تشهدها الجزائر، والتي يأتي في مقدمتها السرطان وأمراض القلب والسكري. وقال البروفيسور في تصريح ل«النهار»، إن تكاليف استهلاك الأدوية ارتفعت ب10 من المئة مقارنة بما كانت عليه، مرجعا إياها إلى العديد من العوامل على رأسها تراجع قيمة صرف العملة الوطنية مقابل الدولار، بسبب تكاليف استيراد المواد الأولية، والتي فرضت على المنتجين رفع التكاليف لاحتوائها. وفي السياق ذاته، قال الأستاذ إن ظاهرة الانتقال الوبائي وراء ارتفاع استهلاك الأدوية، حيث كان الجزائريون فيما مضى يعانون من أمراض الفقر، إلا أنهم الآن بصدد مواجهة ما يسمى بأمراض التطور والتي تشمل السرطان والأمراض المزمنة، على غرار أمراض القلب والسكري، التي تفرض تعاطي أدوية مدى الحياة. وعلى صعيد متصل، أشار المسؤول ذاته، إلى أنه من بين الأسباب التي تقف وراء ارتفاع فاتورة الأدوية، هي شيخوخة السكان، حيث انتقل أمد الحياة من 65 إلى 78 سنة، مشيرا إلى أن المسنين هم الأكثر استهلاكا للأدوية، حيث يمثلون 20 من المئة من السكان. وحسب الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن المركز الوطني للإعلام الآلي والإحصائيات التابع للجمارك، بلغت فاتورة استيراد الأدوية أزيد من 338 مليون دولار في الشهرين الأولين ل2018 مقابل 217 مليون دولار نفس الفترة من 2017، أي بارتفاع يتجاوز 121 مليون دولار. وبرّر متخصصون في مجال الصناعة الدوائية بالجزائر ارتفاع فاتورة الأدوية إلى جملة العراقيل التي لاتزال تعيق تطوير مناخ الاستثمار بقطاع صناعة الأدوية، من بينها إجراءات تسجيلها التي لاتزال تأخذ وقتا طويلا، قبل الترخيص لتسويقها، بالإضافة إلى الاختلالات المسجلة بين التطور الذي يشهده قطاع الأدوية ونقص الموارد البشرية المسيرة.