هو صغير في حجمه كبير في معناه ، بالرغم من أنه أصغر شيء نحمله لكنه يعني لنا الكثير، عندما نريد الارتباط هو أول شيء نفكر في تقديمه، وعندما نريد الفراق هو أول شيء نفكر في أخذه، وبه نفرق بين المرتبط وغير المرتبط بمجرد وضعه في أصبع الطرف الآخر نكون قد ارتبطنا وأعلنا الارتباط رسميا، وبمجرد أخذه وإرجاعه إلى الطرف الآخر نكون قد أعلنا الفراق، أصبح وجوده في العادة أمرا مفروغا منه بل وواجب وأكدته حتى السُنة النبوية الشريفة وجعلته واجبا ما كان مقدور عليه وأصبح يرمز للباءة ولو كان من حديد ... مباشرة بعد الفراق أول شيء حدث بينهما وحتى قبل التصريح بالقول سلمته خاتمه فأخذه وانطلق، ومنذ ذلك اليوم وهو يفكر ويفكر ولم يجد أمامه إلا ذلك الخاتم يذكّره بها ويضعه في كفه ويحاوره ويسترجع معه الذكريات... يقول ياسين في رسالته ... كنت أحبها ولا أقدر على فراقها وكانت تمثل بالنسبة لي كل شيء في هذه الدنيا، وكنت أرى فيها المستقبل والأولاد في بيت ملؤه الحب والإيمان والقناعة والبركة وكل ما يتمناه الإنسان من زواجه، عرّفني بها أهلي بعدما رأتها أمي في أحد الأعراس فكلمتني بشأنها ورضيت، مباشرة بعد ذلك تقدمت وطلبت يدها من أهلها وتمت الموافقة والحمد لله، وكان أهم شيء بالنسبة لي آنذاك هو صلاحها ومرضاة الله ووالديها وإكمال نصف ديني، أصبحنا نتكلم عبر الهاتف من وقت لآخر وكانت الأمور تسير على أحسن ما يرام، حتى الآن الحمد لله والحمد له سبحانه على كل شيء، مع مرور الأيام اتفقنا على تحديد موعد » قطع الشرط «، وسرعان ما وصل ذلك اليوم وحضرت نفسي وخرجت رفقة أهلي متجهين إلى بيتها، لا أكذب عليك كنت كل يوم أحبها أكثر وكلما رسمنا الأمور أحببتها أكثر وصرت أشعر بالمسؤولية أكثر فأكثر، وصلنا ودخلنا إلى البيت واستقبلونا أحسن استقبال كما هي معروفة العادة الجزائرية، جلست أنا رفقة الرجال من أهلي وأهلها والنساء من الطرفين في الجهة الأخرى، وكانت تلك أول مرة أتعرف فيها على أهلها لأني لم أرافق أهلي يوم الخطوبة ولم تذهب إلا النساء، أما هذه المرة فالوضع مختلف وبدأت أشعر بالخوف كونه أول مرة أرى فيها وكذلك أهلي الرجال كانت أول جلسة تعارف، مما جعلني أخاف من عدم قبولهم أو رجوعهم عن رأيهم، مع أنني راض بما أعطاني الله وبنفسي وبأهلي ووالداي والحمد لله، لكن لست أعرف عقلية هؤلاء الناس، بعد أخذ ورد ومشاداة في الكلام حول كرة القدم وجدنا أنفسنا عائلة واحدة، أحدهم يحكي على المولودية والآخر على بومدين رحمه الله والآخر عن السياسة الخارجية، وشعرت وكأننا في قاعة لاستعراض الأفكار والمعلومات، وكان همّهم الأخير هو أنا ، بقيت أنتظر متى يدخلون في المفيد، وأخيرا قرّرت النساء الدخول في الموضوع، راح أبوها يسرد ويحدد الشروط، ساعتها أول شيء فكرت فيه هو السطو على أحد البنوك، وكنت أقول في نفسي ...من أين لي كل هذا ؟ ماذا فعلت أمي؟ هل أخبرتهم بأني ابن ملياردير!، حاول أبي مناقشة الشروط لكن دون جدوى، خرجنا وقررت السعي من أجل تحقيق ذلك الشرط مهما كلفني، وأصبحت منهمكا في العمل بعدما وجدت عملا وصرت أشغل وضيفتين في آن واحد الأولى في الصباح والثانية في المساء من أجل جمع المال في أقرب وقت، وإقامة العرس لأني لا أحب التأخير في مثل هذه الأمور ولأن خير البر عاجله، بدأت أشعر بالتعب من كثرة العمل وزيادة عن ذلك كانت تطلب مني إخراجها من أجل التنزه، كنت أرفض في بادئ الأمر لأني لا أحبذ الخروج قبل الزواج لكن مع مرور الأيام قررت أن أخرجها من وقت لآخر لعلها تتفهم وضعي، خرجنا وتجولنا وتنزهنا، ويوما بعد يوم بدأت ألاحظ بعض الأمور التي لم تعجبني صراحة مع أني كنت أحبها، وما لم يعجبني هو تطرقها للمواضيع التافهة وشرائها الأشياء الباهظة الثمن وغير المفيدة واختيارها الأماكن الراقية والغالية، ولاحظت بأنها تحب » البرستيج « وتعيش في الأحلام وها هي تجد فارس أحلامها صاحب العصا السحرية الذي يقول للأمر كن فيكون، حاولت إقناعها بما هو أهم من ذلك في مرات عديدة لكن دون جدوى، وهناك قررت أن أوقف هذه العلاقة مهما كلفني الأمر، عندها هددتها بذلك ولمّحت لها لكن سرعان ما ذهبت غاضبة ومنذ ذلك الحين لم أرها ولم أسأل عنها، وما بقي منها إلا الخاتم الذي لم أشأ إنتزاعه من يدي وتركته كذكرى للأيام التي عشتها مع أول حب في حياتي، وهنا كان يبلغ من عمر فراقنا ثلاث سنوات ولم أنساها بعد....للقصة بقية. ملاحظة: هذه القصة أخبرنا بها الأخ ياسين بعد مرور خمس سنوات على فراقه مع خطيبته وانتظروا في الأعداد القادمة بقية أحداث القصة ومفاجآتها وقصائدها وآخر مستجداتها. قصيدة الخاتم لله ماتلومنيش يا لخاتم ماجات مني لا منها هي احنا فراقنا كان محتّم مكتوب عليها وعلّيا ابقى غير فصبعي دايم مادمت حاجة منها هي غيركي تشوف هكذا تفهم بلّي مزالها عزيزة عليا مازال نبغيها وربي عالم ومزال هي فقلبي حية وغير انت وحدك يالخاتم الي تقدر تشهد عليا انت الي كنت معايا دايم كنت فصبعي صبح وعشيا خصارة لوكان جيت تتكلم تروح لعندها تحكيلها عليا قوللها شحال راني نتالم ومهاذ دموع اديلها شويا تحطهم فعينها بلاك تتعلم تبكي وتفرغ هم الدنيا ماكنتش قاع فروحي نخمم كنت نخمم غير فيها هي كنت نخدم وغير نخدم لليل والنهار تحاماو فيا وين نصيب دورو نزد م المهم الخبزة حلالية كنت نبني نطلّع ونهدّم فحسابات ماهمشي ليا ولحكاية كامل كانت لتم فوالديها واش شرطو عليا والله ماني عليك يا لخاتم انت زدتك من عندي هدية شروط اخرين حبوهم تمتم وغير الحاجة الفولانية قبلت الشرط كان محتّم وما حسوا بيا غير والديا بديت نجري بديت نلايم وبدات الدنيا تضلم فيا وانا عمري ما كنت ظالم نحب نمشي غير بالنية قلت نخرجها بلاك تفهم تحس بعذابي وتحس بيا ماكانتش تحوس تفهم كانت الطفلة زهوانية اعلى الناس تحب تتكلّم غير مالجيهة الفوقانية عندها الدنيا غير دراهم وما تهمهاش اللخرانية هي تضحك وانا نتبّسم وغير نغمض في عينيا باش الدمعة تقعد لتّم وماتهبطش قدامهاهي زادت قاتلي بلي لازم ما نسكّنهاش مع والديا مزيا كنت نعرف نرسم التبسيمات في عينيا شحال مراسم دخلنالهم تاكل وتشرب وتعرض فيا ولاعمرها تحوس تفهم شحال عندي في يديا لتم بالذّات بديت نفهم بلي الدنيا شافتها فيا هاذ الطفلة راهي تحلم وحطت كل أحلامها فيا بغات تعيش بغات تتنّعم خافت تعيش زواليا المهم انا درت اللازم خدمت وشمّرت على يدّيا الله غالب مالحقتش يا الخاتم حتى هي مرقتها شويا لتما شفت بلي لازم تريقي ماهيش تريقها هي لله ماتلومنيش يالخاتم ماجات مني لا منها هي احنا فراقنا كان محتّم مكتوب عليها وعلّيا تأليف فيصل كرشوش كل الحقوق محفوظة