أفادت مصادر مؤكدة ؛ أن أفراد القوات المسلحة بمختلف الرتب والفروع والمصالح، لم يخضعوا إلى التلقيح ضد داء أنفلونزا الخنازير إلى غاية مساء أمس، وكذلك أفراد الشرطة والحرس البلدي، وأكدت ذات المصادر ل"النهار"، أن المصالح الطبية العسكرية والأمنية لم تتلق بعد جرعات اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير، كما لم يتم بعد تحديد المدة التي تنطلق فيها عملية تلقيح هذه الفئة. وقال متتبعون لسير العملية، أن وزارة الصحة حددت في وقت سابق، أولويات الفئات التي يتم تطعيمها، منها موظفو الصحة، الحوامل وتلاميذ المدارس وعرف التلقيح في الوسط الطبي نفورا وعزوفا كبيرين، على خلفية وفاة طبيبة بولاية سطيف، ومعاناة ممرض بسيدي بلعباس من مضاعفات صحية بعد تطعيمه. ويرى هؤلاء؛ أن الأولوية لتطعيم أفراد الجيش والدرك، باعتبارهم يشغلون وظائف حسّاسة تؤثر على حياة المواطنين، خاصة المقيمين في ثكنات عسكرية ومحتشدات و مراكز متقدمة، لتواجدهم في محيطات مغلقة، تؤدي إلى انتشار عدوى الإصابة بأنفلونزا الخنازير بسرعة. وأفادت شهادات متطابقة لبعض أفراد الجيش المجندين في مكافحة الإرهاب في مراكز بالجبال، وأفراد من مجموعات التدخل والإحتياط وحرس الحدود التابعين لجهاز الدرك ، أنهم لم يخضعوا للتلقيح ضد أنفلونزا الخنازير، وأكد مصدر عسكري مسؤول، أنه تم تكثيف المراقبة الطبية لأفراد السلاح، لرصد أية حالة مشتبه فيها، خاصة مع حلول فصل الشتاء حيث يتوقع انتشار الوباء. إلى ذلك؛ توجد لجان جهوية على مستوى النواحي العسكرية والقيادات الجهوية للدرك لمتابعة سير عمل تلقيح المواطنين بناء على تقارير دورية. وفي موضوع متصل؛ أفادت شهادات متطابقة لأفراد الشرطة العاملين بوحدات الأمن الجمهورية والمقيمين داخل ثكنات، أنهم "لم يخضعوا للتطعيم "، كما "لم يتلقوا أية تعليمات كتابية أو شفوية تتعلق بتلقيحهم في وقت معين"، وذهب مصدر أمني مسؤول إلى التأكيد على "عدم وصول اللقاح بعد"، وقال مسؤول بأمن دائرة غرب العاصمة، أنه لم يتم بعد تلقيح أفراد مختلف مراكز الأمن الحضري من مختلف المصالح والرتب "و لاعلم لنا بتفاصيل تلقيح موظفي الشرطة، ولم ترد أية تعليمة الى اليوم ( نهار أمس) بذلك" . وكذلك؛ قال أعوان من مفرزات الحرس البلدي في عدة مناطق، حيث لا يتوفرون على أدنى معلومات عن عملية التطعيم، وعلق أحدهم بالقول:" نحن أعوان الدولة وحتى إن تحفظنا عن التطعيم لما يتردد عن مخاطره، فإننا لانستطيع الرفض." ويقود هذا التصريح إلى التساؤل عن خلفية تأخر الجهات الأمنية عن تلقيح عناصرها ضد الوباء، خاصة وأن الدكتور محمد بقاط بركاني، رئيس مجلس أخلاقيات الطب كان قد كشف في تصريح سابق، عن توفر كمية ب 900 ألف جرعة لقاح ضد أنفلونزا الخنازير، وشدد على أنها " لن تكون كافية لكل الأطباء والممرضين وعناصر الشرطة والجيش والحماية المدنية." لكن بعض الأوساط تتحدث عن "تحفظ " لدى المصالح الأمنية، لتلقيح موظفيها خوفا من مضاعفات تهدد سلامتهم وصحتهم، ويذهب ذلك في اتجاه تأكيدات بعدم فعالية اللقاح و أنه "غير آمن ".