تنقلت "النهار" مساء أمس إلى مصلحة الانعاش بمستشفى حكيم عقبي، حيث يرقد الضحية "ب" عبد الغاني" البالغ من العمر 42 سنة، الذي وجدته ممددا على سرير الحجرة الأخيرة من المصلحة، وهو في وضعية نفسية جد منهارة جراء الحروق الخطيرة التي تعرض لها على مستوى الخد الأيسر من الوجه، وكذا على مستوى اليدين، وعندما سألناه عن سر محاولته الانتحار بهذه الطريقة البشعة أجابنا في حسرة كبيرة "لو استقبلني رئيس دائرة قلعة بوالصبع كمواطن لما حدث ما حدث". وعندما سألناه عن مشكلته تحدث بإسهاب والدموع تملأ جفنيه: "إنني بطال وأعيش ظروفا اجتماعية صعبة للغاية، حيث أنني متزوج وأب لطفلين يبلغان من العمر 3 و10 سنوات، أقطن رفقة والدي المجاهد في بيت واحد بحي بوجمعة الدراجي ببلدية النشماية، وهو بيت تنعدم فيه أدنى شروط الحياة الكريمة". يتنهد عبد الغاني ويحس بآلام من الجهة اليسرى لوجهه، ليواصل حديثه "لقد تعبت من السعي لدى رئيس دائرة قلعة بوالصبع الذي ظل يرفض استقبالي وحرمني من التعبير عن معاناتي، حيث وجهني 12 مرة كاملة إلى الأمين العام، وهو ما جعلني أحس بالظلم والحرة، خاصة وأن رئيس بلدية النشامية أيضا تعسف في حقي وحرمني من الحصول على سكن اجتماعي، رغم وضعيتي الاجتماعية القاهرة، وهو ما دفعني بالتأكيد للانتحار للتخلص نهائيا من حياتي وكذا من المعاناة التي أعيشها في كل لحظة، حتى تحولت حياتي إلى جحيم حقيقي". وأمام صعوبة الحديث مع الضحية "ب"عبد الغاني" لحالته الصحية والنفسية الصعبة، فظلنا الانسحاب في صمت ومغادرة المستشفى وعلامات الحيرة والاستفهامات تملأ أذهاننا.